الخميس، 23 أكتوبر 2008

البرمجة اللغوية العصبية


السلام عليكم و رحمة الله:
البرمجة اللغوية العصبية (الحلقة الأولى)
ترددت كثيرا في كتابة هذا الموضوع المرهق الذي استغرق مني وقتا لم يستغرقه مقال من قبل.ظللت كذلك فترة طويلة أحدث نفسي و أحاورها لأقيم موضوع المقال تقييما متوازنا حسبما تراءى لي.بداية و حتى أكون صريحا مع قارئ هذا المقال علي أن أذكر نقطتين هامتين:
1- كاتب هذا المقال يعمل في الدعاية لنشاط بالجامعة يقوم أساسا على تعليم البرمجة اللغوية العصبية أي أنه محتك بشكل مباشر بهذا الجو و تعامل مع المعجبين بهذه البرمجة و حضر بعضا مما يسمونه "تدريبات" و إن لم يحتك بشكل مباشر بقءة الكتب أو حضور محاضرات نجومها اللامعة لكن كما قال الدكتور أحمد خالد توفيق الأمر ليس كهانة و لا معقدا كما سيتضح من المقال.
2- لن أتكلم عن الجزء الميتافيزيقي المتعلق بهذه البرمجة و كذلك ما يدعى بالتنويم بالإيحاء أو الجزء الخاص بالعلاج النفسي لجهلي بهذا الأمر و أود لو أن أحدا لديه علم بهذه الأمور أن يفيدنا ليكون لدينا موضوعا متكاملا.
حسنا الآن يمكنني أن ادخل في صلب الموضوع و لأنه موضوع دسم فيجدر بي أن أقسمه لعدة نقاط:
1- خلفية تاريخية عن نشأة هذا "العلم" حسب وصف المقال الموجود في الويكيبديا:
بدأ في منتصف السبعينيات الميلادية على يد العالمين الأمريكيين
جون غريندر و ريتشارد باندلر الذين قررا وضع أصول Neuro Linguistic Programmin أو الـ NLP كعلم جديد أطلقا عليه اسم برمجة الأعصاب لغويا وكان ذلك في 1973 وبتشجيع من المفكر الإنكليزي والأستاذ بجامعة سانتا كروز ( جريجوري باتيسون)، كماوأسهم معهم في وضع هذه البحوث كل من جودث ديوليزيلر و لزلي كامرون باندلر. وقد بني جريندر وباندلر أعمالهما على أبحاث قام بها علماء أخرون أشهرهم العالمان اليهوديان الأمريكي نعوم شومسكيوالبولندي ألفريد كورزبسكي وذلك لنمذجة مهارة كل من ملتون إركسون ( طبيب التنويم المغناطيسي ) وفرجينيا ساتيروفرتز برلز (مؤسس المدرسة السلوكية ،إذ أمكنهما من تفكيك هذه الخبرات والحصول عليها وقد استخرجوا 13 أسلوبا لملتون و7 أساليب لفرجينيا ومن هذه المهارات استطاعوا تعريف الوسائل الناجحة المتكررة من النماذج السلوكية للذين تعودوا الحصول على النجاح وكانوا قادرين على إنجاز هذه النماذج وتعليمها للآخرين ، وهي النماذج التي سميت فيما بعد بالنماذج اللغوية العصبية والتي تكون منها هذا العلم. والحقيقة أن أهم ما توصل إليه هذان العالمان أن الناس يتصرفون بناء على برامج عقلية ، ولهذا فإننا لا نعتبر ما قدموه علما مستقلا، ولكن الابداع الحقيقي في علم البرمجة اللغوية العصبية هو في التركيبة التي ركبوها.
1.جون غريندر، وهو عالم لغويات من أتباع المدرسة التوليدية التحويلية التي أسسها اللغوي والسياسي الأمريكي الشهير نعوم تشومسكي .2.ريتشادر باندلر : وهو رياضيٌّ وخبير في الحاسوبيات ودارس لعلم النفس . وكان لهذين دور رئيس في اكتشاف أهم وأول فكرتين من أفكار الـ NLP. فإلى جريندر يعزى الفضل في اكتشاف فكرة (نمذجة) المهارات اللغوية. وإلى باندلر يعزى الفضل في اكتشاف فكرة البحث عن الحاسب في عقول الناس.
هنا لدينا وقفة !إذا كان الأول خبير لغويات و الآخر خبير في الحاسوبيات فيمكننا إذا تطبيق المثل الشهير "كل يرى بعين طبعه" فماذا سيرى خبير الحاسوبيات في مخ الانسان سوى حاسوب يمكن بركجته و تغيير البرامج الموجودة به ؟لكن أن تفرض هذه "الفلسفة" و تقدم على أنها علم فهذا أمر غير مقبول على الاطلاق لأنها لم تأت بفتح لم يأت به الأولون كما سيتضح فيما بعد.
قبل أن ننتهي من الخلفية التاريخية هناك ملاحظة لطيفة أوردتها الويكيبديا تقول عن الخبيرين سابقي الذكر:
بعد سبع سنوات من تأسيس هذا العلم على يد جريندر وباندلر وقع تنافس غير حميد بينهما فيمن يسجل هذا العلم باسمه كعلامة تجارية محتكرة ، هذا التنافس أورث انشقاقا فافترقا وصار كل منهما يعلم بطريقته ، وقد أدى هذا إلى انتشار المعلومات التي كانا يريدان الاحتفاظ بها سرا وتقديمها لمن يدفع أكثر ! وربّ ضارة نافعة ، و ( مصائبُ قوم عند قوم فوائدُ ) لقد كان هذا التنافس فاتحة خير على العالم ، فقد صار كل فريق يحاول أن يجتذب إليه أنصارا ومعجبين ، فصار يقدم عروضا أكثر ، ويكشف أسرارا أكثر ، فانتشر العلم وتداوله الناس وشاع في أوساطهم . غير أن التنافس أدى أيضا إلى آثار غير حميدة ، ففي سبيل الكسب السريع ، بدأ البعض يقدم مغريات لا أخلاقية ، وظهرت دعايات من نحو : كيف تغوي الجنس الآخر ؟ كيف تجري الصفقات مع من لا يريد ؟فلنغض الطرف عن المثل الشهير "إذا لم تعجبك الرسالة فهاجم صاحبها" لأن كل شئ يمكن تبريره على ما يبدو بل ربما وصفه بأنه "فاتحة خير على العالم" كما قال صاحب المقال في الويكيبديا!
2-الفكرتان الأساسيتان في هذه البرمجة:
2-1-نمذجة التميز البشري:نقلا عن منتدى من منتديات البرمجة اللغوية يدعى منتدى "مهارتي" و أظنه كافيا لما فهمته في التدريبات التي حضرتها :
النمذجة السلوكية المتقدمة هي عملية إستخراج وتشفير ونسخ و زرع التميز البشرى. وهي تركز على مجموعة من العناصر الأساسية مثل : القيم والمعتقدات والتوجهات وعلم وظائف الأعضاء والاستراتيجيات. والاستراتيجية هي تعاقب معين للأنظمة التمثيلية التي يقوم بها الإنسان من أجل تحقيق نتيجة أو حصيلة معينة. والأجزاء المحورية في الاستراتيجية هي النظم التمثيلية التي يتم استخدامها والنتائج التي يتم تحقيقها باستخدام هذه النظم داخل إطار معين
ياإلهي! إنه فتح جديد حقا.عزيزي القارئ انس السفسطة المكتوبة بأعلى أو هرش المخ حسب تعبير دكتور أحمد خالد توفيق و "فلسفة" المبرمج الذي "رأى كل شئ بطبعه" عن نسخ البرامج و استنباطها.هل فعلت؟حسنا دعني ألخص لك ما بأعلى في كلمة واحدة:القدوة!نعم إنها القدوة فعبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما حين قال النبي صلى الله عليه و سلم أن سعدا بن أبي وقاص رضي الله عنه من أهل الجنة ,اختلق عبدالله نزاعا وهميا بينه و بين أبيه ليبيت عند سعد فيقف على ما يفعل من عبادات (لم أكن أعلم أن الصحابي الجليل على علم بالنمذجة السلوكية المتقدمة !)
هنا يقول متحمس بصوت عاليا: "ألم أقل لكم إن البرمجة اللغوية لا تتعارض مع الدين!"حسنا فلم لا نكتفي بالدين إذا لو كان الأمر هكذا.أما أن يتفرغ رجل ما لدراسة المتميزين في العالم و الحديث عن مهاراتهم و العادات التي ساعدتهم للنجاح الذي حققوه-و هو أمر محمود لا ريب- فهذا يفعله المؤرخين المتعمقين منذ الأزل .
حتى المنهج القرآني في قراءة التاريخ لم يعطي اهتماما لأسماء أو تواريخ الاهتمام كله كان على العبرة و العظة فيقول تعالى " إن في ذلك لعبرة لمن يخشى".لكن طبعا حين يقوم شخص ما بذات الدور و يتحدث عن "النمذجة السلوكية المتقدمة " فهو علم بالطبع لا يناقش فيه و فتح جديد و محاضرات لا تنتهي عن هذه الفكرة الخارقة!
تستنكر و تمتعض من كلامي أن هناك من يعتقد أنها "خارقة النجاح" فاستمع إذا لقصة وردت في منتدى يسمى "منتديات البرمجة اللغوية العصبية" :
((اثنين من مدربي البرمجة اللغوية العصبية في أمريكا .. تفقا على أن يقدما خدمات للجيش الامريكي .. واتفقا على ان ينمذجا مهارة القنص .. واتفقا على موعد محدد ليذهبوا فيه للجيش ويعرضوا خدماتهما ..
وبتقدير قادر .. حصلت ضروف لأحدهما فلم يستطع الحضور ... والاخر ذهب للجيش لكنه لم يكن قد أمسك مسدسا من قبل ..
سألهم عن فترة تدريب المجموعة الجديدة من القناصين .. فإخبروه أن المجموعة المكونة من 200 قناص ينبغي أن يتدربوا على مدى ستة أشهر ..ثم سألهم كم من هؤلاء المتدربين يصبحون قناصين أكفاء ؟؟أجابوا بأنه يمكن أن يكون منهم الثلث والثلث كثير ..
ثم قام بدراسة أمهر القناصين لدى الجيش الامريكي ..
وأصبح الجيش الان يدرب على مهارة القنص لمجموعة مكونة من 200 شخص خلال اسبوعين فقط .. ويصبح المتدربين أفضل من القناصين السابقين في الجيش الامريكي ...
إنهم يستخدمون النمذجة في تدريبهم ... وهذا هو السر))
هذه القصة اللطيفة جعلتني أضحك كثيرا حين قال الدكتور طارق السويدان في حلقة من برنامجه "الوسطية" عن البرمجة اللغوية العصبية ما يلي حسب نص الحلقة المنشور على موقع قناة رسالة:الدكتور طارق: الجيش الأمريكي كان قد سمح بإقامة دورات الإنل بي ثم ذكرت خمس تقارير دراسية من الجيش الامريكي أنها لا فائدة منها ، وأنا قرأتها بنفسي، أنا ممكن أعطيك،
فاصل من الضحك المتواصل و نواصل
2-2-الفكرة التالية تأتي من تعريف البرمجة اللغوية نفسها:
عصبي : تغطي ما يحصل في المخ والنظام العصبي وكيف يقوم الجهاز العصبي بعملية تشفير المعلومات وتخزينها في الذاكرة ومن ثم استدعاء هذه الخبرات والمعلومات مرة أخرى. أما الجهاز العصبي فهو الذي يتحكم في وظائف الجسم وأداءه وفعالياته كالشعور والسلوك والتفكير
.لغوي : ترجع إلى الطريقة التي نستخدم بها لغة الحواس Nonverbal ولغة الكلمات Verbal وكيف تؤثر على مفاهيمنا والعلاقة مع العالم الداخلي ، واللغة هي وسيلة التعامل مع الآخرين
.برمجة : ترجع إلى المقدرة على تنظيم المعلومات ( الصور والأصوات والاحاسيس و الروائح والرموز والكلمات ) داخل أجسامنا وعقولنا والتي تمكننا من الوصول إلى النتيجة المرغوب فيها ، وهذه الأجزاء تشكل البرامج التي تعمل داخل عقولنا . أما البرمجة فهي طريقة تشكيل صورة العالم الخارجي في ذهن الانسان ،أي برمجة دماغ الانسان.
هي "فلسفة" كل شئ في العقل على أنه برمجة و حاسبات من منطلق خبير حاسوبيات لا أرى حقا أي شئ يدعو لاعتباره علما.
أما عن البرمجة عن طريق اللغة فهي النصيحة و التحفيز!
أي فيلم أمريكي "نص كم" يتحدث عن اي لعبة (هوكي ,كرة سلة ,كرة القاعدة,كرة القدم الأمريكية أو حتى بطولة رمي البلي الوطنية مسافات طويلة!) هناك المدرب الذي يحمس لاعبيه و يلقنهم كلمات تبدو عميقة يقولونها لأنفسهم حتى يظفروا بالمباراةإنه من الجيد أن تجد انسانا لبقا في الحديث يستطيع أن يعيد للناس ثقتها و يستطيع نقل خبرته و دراسته لهذا الأمر للآخرين و يساعدهم بل يستطيع حتى أن يتأمل الأنماط البشرية و يدرس كيفية التعامل معها لكن ليس من الجيد أن يقدم هذا على أنه علم فهناك العديد من الفلاسفة الذين أعطونا خلاصة تجاربهم و قراءاتهم و تأملاتهم في الحياة و البشر فلم يدع أحدهم يوما أنها علم و لم يجعلها سلعة استهلاكية تخدمها طاقة إعلامية جبارة بالطريقة المستفزة التي نراها.
* * *
ويبدو أن هذه المقولات رائجة جدا في أمريكا .. خلطة حريفة المذاق من علم النفس والمدرسة السلوكية وفن التخاطب والفراسة وحكمة المرحومة خالتي، مع الكثير جدًا من الأمثلة.. أمثلة لا تنتهي تصيبك بالدوار .. عندك جهاز محمول يمكنك بشيء من الجهد أن تستخدمه في طلب أرقام .. لكن باقي الإمكانيات مجهولة لك لأن الكتالوج ليس معك .. عقلك كذلك جهاز لا تعرف عنه الكثير ويجب أن تقرأ الكتالوج الخاص به .. "ستمدك البرمجة بدليل الإرشادات حول طريقة تشغيل عقلك ويعرفك على عقلك اللاواعى، كما سيوفر لك التقنيات التي تساعدك على التغيير سواء بحياتك أو بحياة الآخرين، وستزودك بالخريطة التي تجعلك تحقق النجاح في الحياةد.أحمد خالد توفيق "هؤلاء النصابون الكبار و حيلهم العبقرية 6"

* * *
3-هل هي علم؟إذا تحدثنا عما يطلق عليه العلوم الانسانية:
* * *
في مؤتمر من مؤتمرات الاقتصاد ,لم يستطع كل الحاضرين أن يتفقوا على قضية واحدة و كثير منها يبدو بدهيا كتحرير سعر الصرف هل يضر بالاقتصاد أو ينفعه.عالم الاقتصاد المرموق نفسه قال أنه لو كان معنا عالم كيمياء لجن حقا لأننا كمن يتحدث عن "هل تتمدد المعادن بالحرارة أم لا؟"
جلال أمين (بتصرف ) "كشف القناع عن نظريات التنمية الاقتصادية"
* * *
"عام 1984 قام عالم اسمه شاربلي بتقييم 15 دراسة حول هذه الظاهرة فوجد أن البحث العلمي لا يؤيد جدواها، ونتائجها غير قابلة للتكرار .. غير قابلية النتائج للتكرار هي الصفة المميزة للعلم الزائف أو هرش المخ عدم المؤاخذة .. علماء آخرون قالوا بالحرف: "الـ NLP قد جذبت أتباعًا كثيرين بينما هي لا تزيد على خدعة نفسية".. "حتى التقنيات الناجحة نوعًا التي تمارسها البرمجة ليست من اختراعها بل هي من أساليب أخرى سابقة ..لم يعد أحد يذكر البرمجة اللغوية ضمن أساليب العلاج النفسي .." عالم آخر يقول: "إنها التغيير من أجل التغيير فقط .." يقول ساتام ساسانجيرا عام 2005 إن شعبية الـ NLP ليست دليلا على فعاليتها، بل على قدرة الهراء الخارقة على هزيمة العلم .. إن الـ NLP عجينة نصف مخبوزة من علم النفس الشعبي والعلم الزائف . يقول توني روبينز: البرمجة نفعية جدا .. تضم إلى ترسانتها كل وسيلة تثبت نجاحها حتى لو لم تكن مدعومة علميًا .. لا أحد من مدربي البرمجة قد أجرى أبحاثا حقيقية للبرهنة عليها، طريقة العمل هي: تظاهر بأن الطريقة تعمل .. لاحظ ما تحصل عليه .. لو لم تحصل على نتيجة جرب شيئًا آخر. عن الاسم الغريب تقول مارجريت سنجر إن باندلر اعترف بأنه اخترع الاسم من مجموعة كتب متناثرة على أرض سيارته عندما سأله رجل شرطة عن عمله"
د.أحمد خالد توفيق "هؤلاء النصابون الكبار و حيلهم العبقرية 6"
* * *
في الحلقة القادمة كلام كثير عن مبادئ البرمجة اللغوية العصبية و كثير من "الخريطة التي ليست المنطقة" و "اللغة التي تعبر ثانويا عن الأفكار" و "العين التي تكشف الكذب بطريقة جحا " و غيرها الكثير.
تابعونا

التسميات:

الاثنين، 20 أكتوبر 2008

وقفة!

السلام عليكم و رحمة الله:

مر وقت طويل كان يجدر بي أن أنشر هذه القصاصة خلاله.

هو مجرد تساؤل عن عدم وجود تعليقات كثيرة.

هل لأنه لا يتابع هذه المدونة كثيرون ؟
أم أن موضوعاتها ليست نقاشية؟

هل من تعليق على المدونة و اتجاهها أو أي اقتراح أو استفسار عن أي شئ؟

سأكون سعيدا حقا و مرحبا بأي سؤال أو تعليق منكم.

تحياتي

التسميات:

المثقف العربي....و التاريخ العربي

السلام عليكم و رحمة الله:
نظرا لهذا الموضوع الدسم حقا أرى أنه يجدر بي تقسيم ردي إلى قسمين:
1-عن المثقفين بصفة عامة:
من الجيد حقا أننا تحدث عن "المثقف" العربي بدلا من الانسان العربي لأن نسبة المثقفين لمجموع الشعب العربي أو الشباب العربي نسبة مخجلة جدا
.1-1-لا أعتقد أن المثقف العربي يتعرض لمواد اعلامية أكبر كما بل كيفا أكثر نظرا لعدم وجود ثقافة مركزية ذات قبضة حديدية كما كانت أيام الثورة في عزها أو قبضة ناعمة كما هو الحال في الولايات المتحدة رغم تراخي هذه القبضة الناعمة بعض الشئ بعد ظهور المدونات الحرة و انتشار استخدام الانترنت التي يقدم فيها بعض الشباب المتحمس كتابات و أفكار مختلفة عن السادة المتأنقين ثقيلي الظل في سكاي نيوز أو فوكس لم تجعل شخصيات كتوماس فريدمان و مايكل مور وحيدان يغردان خارج سرب الاعلام الساحق الذي ربما لم يتفق سوى على تشويه صورتنا
.2-1-عدم المرونة في تغير الأفكار نابع أصلا من قضية التربية حيث استنكار قيم الاعتذار و الرجوع عن الحق و عدم التدقيق في الكلام و اطلاقه على عواهنه و كثرة الشائعات و هي كلها أمور حاربها ديننا و رسخها سقيم عرفنا.إنه من الصعب أن تجد أحدا يقول لا أعلم أو أنا أعتذر و المثقف العربي فرد من المجتعم العربي تربى نفس التربية ليس لأنه يقرا معناه أنه تخلص من كل رواسب مجتمعه و عاداته و تقاليده.كذلك ثقافتنا نفسها تفرد مساحة شاسعة لمكانة الكلمة بشكل غير مألوف في ثقافة من قبلفنرى ارتجال الشعر و النثر و الخطب ركن أصيل في تراثنا الثقافي مما زكى في الناس حب الجدلفي المناقشات و المناظراتو عدم الموضوعية بدليل انتشار أشعار المديح المتملق أو الهجاء المذموم و الحديث عن المناقب و المفاخر أكثر من الجرح و التعديل نتيجة للتعصب و ترسخ الأحكام المسبقة الواهية من كرة القدم مرورا بالمدارس الأدبية حتى الأحزاب السياسية.
3-1-كثرة التحزبات في بلدنا و كلهم يعملون بمنطق "كل حزب بما لديهم فرحون" بل إنهم لا يكتفون بما لديهم فحسب فيعمدون إلى لي الحقائق و تشويهها عمدا لتوافق هواهم.
4-1-السبب الحقيقي في هذا هو أن الأمة خرجت من معادلة الحكم و الشورى منذ قرون فلم يعد لهم سوى التلهي بما سبق يتبلغون به و يسكنون أنفسهم وسط تشجيع و تحفيز من السلطات التي كانت في الغالب مستبدة ظالمة.أذكر أن هناك شاعرا (أظنه الحطيئة) كان يهجو زوجته علنا فسجنه عمر,انظر لما كانت على الأمة من تبعات و مسؤوليات و جدية فيعهده و قارنها بالتغير الذي حدث في تركيبة الناس و طبائعهم لتعرف السبب الأكبر وراء الفتنة الكبرى,إن أهل الأمصار الذين قطعوا مسافات طويلة من بلدانهم ليحجوا إلى بيت الله لكنهم يعرجون على مدينة نبيه (ص) يقتلون خليفتهم بغير ذنب لهم قوم سفلة سفهاء إذا دعوا غلى فتنة أجابوها بينما حين دعي قبلها بسنوات عدة خالد بن الوليد من أحد جنده ليثور على عمر رضي الله عنه حين عزله,رفض خالد و ما كان لمثله أن يزل في هذا المستنقع لذا صدق علي كرم الله وجهه حين قال لرجل سأله عن حال الفتنة لم اشتعلت في عهده و عهد عثمان و لم تكن كذلك في عهد سابقيهما, رد أمير المؤمنين في إيجاز قائلا :"لأن أبا بكر و عمر كانا يحكمان مثلي و مثل عثمان أما أنا فأحكم مثلك!"
ربما تسأل لم ضربت لك المثل بالفتنة الكبرى ؟
هذا يجعلني أخصص كلامي عن التاريخ إذا:
2-حسنا لأنها تلخص أزمة المثقف العربي ببساطة .حين تتحدث عن الفتنة الكبرى مع أحد المثقفين لوجدت تحزبات غير موضوعية و سبابا لا يقوله عن هتلر و جيفارا ياقل عن أحد كتاب الوحي و هو معاوية رضي الله عنه أو تجد عنادا مضادا حتى أن أحد أصدقائي و كان متزمتا قال انه لو كان في الفتنة لاتبع معاوية لأنه أقوى حجة!.هذا هو المثقف العربي الحديث الذي لا يعرف توقيرا و لا التزاما و لا موضوعية إلا من رحم ربي,فهو إما يسب معاوية و الزبير و الطلحة لسبب مذهبي أو ليبين أنه مستنير مثقف لا يخشى "خفافيش الظلام" و إما ترى من يقوي من حجة معاوية رضي الله عنه عندا في الشيعة و نكاية بهم مخالفا كل منطق بأن علي هو صاحب الحجة الأقوى.لعل مثلهم لا يفهمون التزام مؤرخينا بأنها "فتنة وقانا الله من أن نخوض فيها بسيوفنا فلا نخوض فيها بألسنتنا" و يتهمونهم بالجبن و الخوف و محدودية التفكير متناسين أنها الفترة التي تعرضت لأكبر تشويه و تسييس لم يسبق له مثيل في تاريخنا كله ليضيع التقييم الموضوعي غير المبني على أحكام مسبقة يضيع وسط الهجاء من جانب أو الهجاء المضاد من الجانب الآخر ناسين أن التاريخ ليس محكمة فيقول تعالى :"تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون "لكنه كذلك حين تحدث عن التاريخ كعبرة قال "إن في ذلك لعبرة لمن يخشى"
و لأوضح كلامي أكثر دعني آخذ محمد الفاتح كمثال:أحد السلفيين المتزمتين كتب مهاجما الفاتح أنه بنى ضريحا و مسجدا عند قبر أبي أيوب الأنصاريرضي الله عنه و تبرك به كما هو معلوم كذلك احتضان العثمانيين للطرق الصوفية خاصة الطريقة المولوية و أصحاب مذهب وحدة الوجود و هذا كلام صحيح لكنني ببساطة يمكنني الرد على خروقات الصوفية دون أن أعرج على هذه النقطة فلا أجعل من سيرة الفاتح سوى هذا الكلام أهجوهبه.بينما الجانب الآخر يمدح في الفاتح و لا يبين له هفوة بالرغم من أنه أول من مهد الطريق أمام السلطة المطلقة بجعل الوزارة و الصدارة العظمى في انكشاريته أو مماليكه مما أخرج الأمة خارج حسابات الحكم و الشورى لم يغن عدله و حكمته المعروفة عن هذا الخطأ الفادح لأنه فيما تلاه من عصور لم ينجح أحفاده في ملء هذا الفراغ العظيم, فنشأت كيانات طفيلية من الخصيان و الجواري و ندماء السوء لا يستبدون بالأمر لأنهم أقوياء بل لأن السلطان صاب السلطة المطلقة واهن ضعيف.
كما ترى الطريق الأخير هو آخر ما يخطر على بال غالبية المثقفين العرب المتهمين بالتاريخ
فما بالك لو الأمر متعلق بحادثة يثبت خطؤها أو اعتقاد يثبت عكسه؟
هل تظن أن أصحاب الطريقين الأولين سيراجعون أنفسهم؟
هيهات يا صاحبي.
3-هذا ينقلنا لأمر آخر هب أن المثقف العربي اطلع على الطرق الثلاث فهل له من الأمر شئ هل يريد برغية حقيقية أن يتحدى الصعاب و يعمل بما علم ,أن ينزل الشارع كما فعلها المسيري؟فلم يتكالب إذا على حقيقية لن تسكن سوى جوفه يشاركها مع من هم مثله مطبقين المثل العامي "بيغنوا و يردوا على بعض"المثقف العربي هو بشر لديه احباطاته من من هم حوله و لا يفهموه أو من فوقه و يقهروه أو من هم دونه و يسخرون منه.لهذا تقوقع المثقف العربي و لم يعد له سوى الحديث بينما طفل الحجارة كما قال حنبعل نقلا عن نزار قباني أفضل من المثقفين جميعا لأنه يحتاج أن يعلم فقط من عدوه ليقذفه بحجر بينما المثقف العربي مشغول بالحديث فقط و النقاش و الجدل الذي يبلي الله به من سخط عليهم فتضيع الحقيقة و تضحي الثقافة مسكنات و وقود لدور الضحية و تتوارى الحقيقية و تفنى الرغبة الحقيقية في التغيير.

التسميات:

الثلاثاء، 14 أكتوبر 2008

الغرب بين الانبهار و التلمذة

السلام عليكم و رحمة الله:
إننا لا يجب أن ننبهر بالغرب لمجرد أنه متقدم ماديا لكن لا ينبغي كذلك حتى لو بيننا عداء أو كراهية أن نترك الانصاف في تناول سيرتهم و حضارتهم, فالله سبحانه و تعالى قال "و لا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو اقربللتقوى"
لكن الكارثة تحدث حين نأخذ منهم ما لا يناسبنا و الفلترة التي يتحدث عنها البعض في عهد الخليفة المأمون لم تكن حقيقية و الدليل على هذا محنة خلق القرآن التي جلبها السفهاء من علماء الكلام.
إننا نحتاج منهم العلوم الطبيعية و العلوم الانسانية بما لا يتعارض في ديننا (في العلوم الانسانية أعني) بل يجب أن نتتلمذ على يديه لكن لا نحتاج منهم الأخلاق و السلوك الرئيسي منها و لعل كتاب جدد حياتك للشيخ الغزالي يبين أن كتاب مشهور ك"دع القلق و ابدا الحياة" ل ديل كارنيجي لا يخالف ما انتهت إليه تعاليم الإسلام.لهذا كثرة ما يحزنني أن يكون منبع سلوكياتنا مما تعلمناه من الغرب متجاهلين نظيره في ديننا لقلة نظر و تبصر فيه, فمثلا حين يقول شخص إن ديل كارنيجي قال "يجب ان تكون ما تعلمه" أتفهم ان يقولها غربي لكن أن يقولها مسلم عنده في كتاب الله قوله تعالى :" كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون"فهذا خلل في أولويات المسلم أن يهمل التدبر في القرآن أولا و مادام سيصل لذات النتيجة فلم عقدة الانبهار بالغرب من البداية؟إن أبناءنا حين سافروا في الخارج في أوائل القرن العشرين كان حريا بهم أن يصلحوا الأمة لا يهدموها و يتعلمون الطب و الهندسة و الفيزياء و يقفوا على أسباب تفوق الغرب ماديا و تقدمه و نظامه الدقيق لكن إذا ببعضهم يتعلم من الفلسفة ما هو ضد ديننا و يعتنق بعضهم الماسونية و العلمانية سبيلا و طريقا ليأتي في النهاية يريد بتر مواطن الإصابة لا معالجتها ظانا ان اتباعالغرب هو السبيل الوحيد.فما اغفل هذه الغفلة و ما أضل هذه السبل!

التسميات:

السبت، 11 أكتوبر 2008

دوائر الانتماء

السلام عليكم ورحمة الله:
هل أنت قومي؟؟
هل أنت إسلامي؟؟
من أقرب لك إن كنت مسلما,المسلم الماليزي,أم جارك القبطي؟؟
بمعنى آخر هل أنت مسلم أم مصري؟؟
هل ترى في تحية العلم وثنية وفي النشيد الوطني شركا؟؟
كثير من هذه الأسئلة السخيفة نسمعها كل يوم ونقرأها كل يوم.من أكثر ما يغيظني في هذه الأسئلة تلك التسميات السخيفة إسلامي وأصولي وغيرها.لكن بغض النظر عن هذا و إجابة على هذه الأسئلة نشأ لدي مصطلح دوائر الانتماء.لا أعرف إن سبقني أحد له أم لا لكن لا يهم,لست بصددتسجيل براءة اختراع لو أردت رأيي.
نشأ هذا المصطلح لدي نابعا من دراستي.إن الانتماء في حياة الانسان عبارة عن دوائر هو مركزها,لا تتعارض مع بعضها البعض ولا تتضارب مصالحها لو أحسن الانسان الوقوف في نركزه ولا يحيد عنه.لأبدأ إذا في الحديث عن الدوائر من حيث الصغر:الانتماء للنفس والأسرة الصغيرة من أب وأم وإخوة ثم الأسرة الكبيرة من الأخوال والأعمام وأبناءهم..إلخ.يبقى لنا الانتماءان الشائكان و لأبدأ إذا في الحديث عنهمامن حيث الصغر أيضا:
الوطن المصري ثم العربي:نحن كأمة مصرية القاطنة من الرفح حتى السلوم يقوم السكان لبعضهم البعض مقام القبيلة الواحدة فلا أنساب بيننا ومهما كان اختلاف أصولنا من فراعنة و حجازيين ويمنيين وشاميين وحتى أوروبيين فقد انصهرنا في بوتقة واحدة لها سمات مشتركة عديدة فنحن بالنسبة لبعضنا البعض مقام الأهل والوطن لنا هو الأرض ومن ثم كان الموت فداء ذلك شهادة عند الله وكذلك أمتنا العربية الكبيرة من المحيط إلى الخليج يجمع أغلبنا لسان واحد ودين واحد وعرق واحد لذا فلا ضير من الانتماء للعروبة واللذود عنها وعن قضاياها ولا يكون الانتماء الانسان منا لمصريته وعروبته عارا يخشى أن يفتنه في دينه.
الانتماء لأمة الاسلام:الدائرة الأعم في حياتنا وطننا الاسلامي من غانة إلى فرغانة و الجاليات المسلمة في شتى بقاع العالم توحدنا و اعتصامنا بكتاب الله أمر إلهيو نصرتنا لبعضنا البعض وحرمتنا على بعضنا البعض هدي نبوي.لكن هنا يأتي السؤال الهام:متى تتعارض الدوائر؟؟تتعارض حين يؤثر الانسان مصالحه وهواه على مصالح الأمة.فكما ننظر لمن يعيش لنفسه ويترك الآخرين على أن أناني لا يستحق الحياةفكذلك الشعوب التي تنشلخ عن انتماءاتها تحقيقا لمصالحها الضيقة على حساب إخوتها في أنانية مفرطة.هنا يتحول الانتماء إلى الأهل والبلد و حبهم من هدي نبوي إلى قبلية مذمومة حين يتقاعس العرب عن حل قضايا التركستان وتايلاند والشيشان و كوسوفو و بورما وكشمير متحالفا مع من يقتلهم ظنا منهم أنهم يخدمون قضاياهم .حين يرى بعض المصريين أن قتالهم من أجل فلسطين تضييع وقت وأنهم نزفوا كثيرا من أجل قضية خاسرة و "ناس باعوا أرضهم"ظانين أنها منة لا واجب سيسأل الله فيه المقصرين يوم القيامة.
كذلك الترك حين يقول لهم أتاتورك كفى موتا من أجل الفرس والهنود والعرب جاعلا من آيات الجهاد العثماني تضحيات ساذجة من أجل من لا يستحقون.إنه بنى تركية جديدة خلصها من الخرافات والجهل وتعلمت النظام و الانضباط وتحررت من الفتاوى المتخلفة التي كانت تقول إن الأسلحة الحديثة حرام ناسين أنه كان لديهم في عهد الفاتح أكبر مدفع على وجه الأرض كان صانعه مجري نصراني.لكن بأي ثمن؟؟
بسلخ الأمة من هويتها الإسلامية؟؟
بإثارة القومية التركية الطورانية المتعصبة؟
؟باغتيال النائبين المسلمين الذين عارضوا إلغاء الخلافة- رغم المآخذ المعروفة على سلطنة بني عثمان في أيامها الأخيرة-؟بجعل اقتصاد تركيا اقتصادا خادما للغرب(لم يبدأ التصنيع الحقيقي إلا في عهد حكومة أربكان) وتحويل أحد المساجد إلى مستودع و آخر إلى متحف؟؟
بإلغاء ارتداء الحجاب؟؟
ضرب بكل انتماءات الأتراك عرض الحائط لماذا؟؟
لأنه يقول إنها مصلحة تركيا!كأن المشكلة تكمن في الإسلام لا فيمن أساؤوا استخدامه.غني عن الذكر أن هذا الأمر هو الذي أدى إلى نشأة المشكلة الكردية(مادام كل سينفصل بقومه بالأرض التي يعيش عليها فلم يحرمون من هذا الحق؟؟!!)
كذلك الثورة العربية الكبرى حين قام الشريف حسين بضرب العثمانيين في ظهورهم ومعاونة الانجليز ليقيم دولة عربية يكون خليفتها مستغلا نسبه إلى آل البيت كأن مساوئ العثمانيي سببا كافيا أن يدخلوا الحرب بهذا الغباء السياسي الذي لا يوجد ما هو أدل عليه من معاهدة سايكس بيكو التي يقتسم فيها الأوروبيون تركة الرجل العثماني المريض.هذه الأمثلة التاريخية تدل على الكوارث التي تحدث حين تتعارض الانتماءات وحوادث الإرهاب التي تحدث الآن دليلا على تعارض الانتماءات إذا عكسنا الأمور.إن قربنا من شركائنا الأقباط في هذا الوطن يحدده الله تعالى في كتابه أن نبر الذين لم يقاتلونا في الدين ولم يخرجونا من ديارهمو أن نقسط إليهم.و كذلك المسلمون في العالم أجمع من القطب الشمالي إلى الجنوبي يجب أن نعتصم بحبل الله جميعا ولا نتفرق.
الآن القارئ النبيه أظن أنك عرفت إجابة الأسئلة بأعلى.

التسميات:

الدين....والبركة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
تشهد الأيام الراهنة ظاهرة ما تسمى بالصحوة الإسلامية,لن أتحدث عن الصحوة الفكرية بل عن بعض المظاهر الاجتماعية السلبية المصاحبة لهذه الظاهرة من وجهة نظري و لأبدأ بأولاها
الدين والبركة:
هل العلاقة بيننا و بين الله علاقة هات و خد؟؟
لا تغضب وتسارع بالنفي.فكر فيما أقوله.ألا تجد كثيرا من الطلبة لا يصلون إلا في أيام الامتحانات " عشان ربنا يكرمهم" أو كلما تحدث مصيبة يشعر أن الله غاضب عليه فيقوم إلى الصلاة حتى تنتهي الغمة فيشعر أن الله رضي عنه ولا حاجة به إلى الصلاة بعد ذلك حتى تأتي المصيبة القادمة.
إنه يصلي خشية انتقام الله (من وجهة نظره) و أن العلاقة بينه و بين ربه علاقة تبادلية نفعية (أصلي عشان يباركلي ف الامتحان).هذا النوع من سوء الظن بالله وهذا الإيمان الواهي لا ينبه من غفلة ولا يصبر أمام البلاء.هو أيضا استخفاف بقدرة الله عز وجل وعلمه بنوايا عباده.ليست الصلاة فحسب,بل كثير من المصاحف المكسوة بالتراب في بيوتنا وسياراتنا ولا نفاجئ بها إلا في رمضان.أيضا موضة النوم على صوت القرآن و تشغيله في المحلات حتى إن كانت هناك حركة بيع وشراء,رغم الكلام والحديث رغم ارتكاب الإثم وعدم الانصات لكن لم لا (عشان ربنا يبارك ف المحل!)
أما عن نهار رمضان فحدث ولا حرج.و أقول نهار لأننا نعلم جيدا ما يحدث في ليله في الخيام التي يسمونها زورا بالرمضانية.كثير للأسف تراه مكفهر الوجه عابسه متحفز يبحث عن أية فرصة للشجار و السبب طبعا واضح(صايم يا جماعة!) كأنه بيتفضل و يبقشش من جيبه لا فرضا يجب القيام به.أما بعد انقضاء الشهر الفضيل فيشعر البعض أنه جاءته تخمة من العبادة(مش لا سمح الله من المحشي والبط والكنافة) وأنه تعبد تعبدا يكفيه باقي السنة فكأنه حوش خميرة من الحسنات فينفق على سيئاته كما يشاء ولعل أحداث وسط البلد شاهدة على ما أقول و يا بركة تعبدهم في رمضان.
أيضا عن كثير من الموظفين و الموظفات يحؤصون على الصلاة أشد الحرص عشان ربنا يبارك (يعني لو ابتلانا بالمتاعب يبقى الصلاة جاية بخسارة) ويفتح درجه ولا يتورع عن أخذ الرشوة.والحجاب بأنواعه المستحدثة من حجاب قُصة وحجاب كاريكا(بيسموه اسبانيش) إلى اللبس الضيق وتمشي في الشارع فخورة بالإيشارب ببلطجة كأنها تقول (أديني اتحجبت يلزم خدمة تانية) وتدخل بكل فخر إلى زمرة الملتزمين!.و أهو عشان ربنا يبارك لها و متخشش النار!.إن فكرة تحول الدين إلى بركة تمددت من درء الحسد إلى معظم مناحي حياتنا فيصبح المظهر غير الجوهر والعبادات غير المعاملات.تحول البعض إلى علمانيين دون قصد بصلاة لا روح لها و قلب لا إيمان فيه.يختزل نعمة الله في نتيجة الامتحان أو العريس الجديد أو مسابقة الوظيفة...ينسى نعم الله الأخرى و يخشى انتقامه و تلك الأمور أهون على الله من أن تسمى انتقامه.

التسميات:

الركن السادس في الإسلام

السلام عليكم ورحمة الله:
بالطبع لا أتحدث عن ركن سادس ابتدعته بالطبع, بل هو تشبيه اقتبسته عن الدكتور أحمد خالد توفيق في تعليقه عن ظاهرة متفشية في فئات كثير من المسلمين وهي البعد عن القسط والبر الذي أمرنا الله به في معاملتنا لغير المسلمين الذين لم يقاتلونا في الدين ولم يخرجونا من ديارنا
.إنه تحول ليصبح ركنا سادسا في الإسلام لكن كعادتي سأبدأ في معالجة الموضوع عبر عدة نقاط:
1-الغلاة:وجود الكثير من الغلاة في مصر يسيئون فهم معنى الولاء والبراء في الإسلام ويتحدثون عن غير المسلمين كأنهم كلهم أعداء.و الرد عليهم موجود في هذا الرابط:اضغط هنا
إنهم يعمدون لتهييج الجماهير كما حدث في العياط مدغدغدين مشاعر الناس الدينية رغم وقفة طالبات إحدى المدارس في العياطضد قرار الوزارة عقاب ناظر المدرسة بسبب زعم إحدى المجلات في مصر و التي ترفع راية الدفاع عن العلمانية أن الناظر يجبر النصرانيات على إرتداء الحجاب والخبر على هذا الرابط اضغط هنا
لا أنكر بالطبع أن هناك إساءات حدثت على الجانب الآخر لكن الموضوع ليس للحديث عن الوقائع ولا جلسة محاكمة لمعرفة من المخطئو أرجو ألا تنحى الردود(إن كان في) هذا النحو.
2-الإحساس بالتقصير الديني:إذا كان السبب الأول ينطبق على عدد من المحرضين لكن هذا السبب ربما يكون هو الأعم من وجهة نظري والسائد في مخيلة كثير من الناس.إن عدم القيام بالكثير من الفروض والواجبات الدينية خاصة التي تتعلق بالسياسة والجهاد تدفع الناس إلى شعور هائل بالذنب والتقصير والعجز فيجدون في بعض أحداث الشغب الطائفي وسوء معاملة غير المسلمين متنفسا و مسكنا لضميرهم و أنهم يكونون أكثر إسلاما مما هم عليه.وجدنا هذا التصرف في كثير من الأفعال منها الأزمة الدنماركية وموضة حرق الأعلام وغيرها رغم قيام الكثير من الدول بما هو أبشع من إساءة الدنمارك كأمريكا لكن ماتشطرناش ع الحمار!
3-الوحدة الوطنية بالإكراه!:ربما يتعجب البعض من هذا الأمر لكن هناك من المفكرين من أشاروا لهذا الأمر مثل الكاتب جلال أمين والذي تحدث عن إمكانية ذوبان الهوية وسط كل هذا اللغط الإعلامي و اقتراحات مثل إلغاء خانة الديانة من البطاقة وغيرها.إن الإصرار على أن المسلم غير العربي أو المصري ليس أقرب من العربي أو المصري غير المسلم مسددين هذا السهم إلى صدر أخوة الإسلام التي نص عليها القرآن في قوله تعالى " إنما المؤمنون إخوة" تدفع المسلمين في الاتجاه الآخر وتبني رد فعل عنيف في الاتجاه المضاد تماما والمضاد حتى لتعاليم الإسلام الموجودة في الفتوى المرفقة.يدفع ذلك الإحساس بأن هوية المسلمين و إسلامية الدولة مهددة بهذا الأمر و للدكتور محمد عمارة كتاب جميل هو "الأقلياتالقومية والدينية تنوع ووحدة أم تفتيت واختراق"كما له كتاب لم أقرأه بعد هو "المسألة القبطية حقائق و أوهام"كما أن الكلام عن أقباط المهجر و الاستقواء بأمريكا يستفز المسلمين و يشعل الأمر أكثر مما يحله
.4-المعالجة الأمنية:إصرار الدولة على التعامل مع الأزمة الطائفية معالجة أمنية بشكل غالب يعطي الأمر أكثر من حقه و يهوله حتى يتعتقد البعض في الخارج أن هناك اضطهادا أو تطهيرا عرقيا يجري على أرض مصر!.كذلك الإصرار على تبويس اللحى كما يقول الشاميون و كأن المسألة بالبساطة التي تجدي معها هذه الحلول.صحيح أن المعالجة الأمنية هي من قبيل الباب اللي يجيلك منه الريح لكنيجب المصارحة والمكاشفة لا تصفية حسابات والدوران في دائرة نغلقة حول من المخطئ؟ من الجاني ومن الضحية؟بل يجب التوصل لحل عملي لهذا الأمر ولعل القانون الموحد لدور العبادة الذي أيده الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر السابق (إن لم تخني الذاكرة) خطوة على الطريق الصحيح.يجب ترسيخ ثقافة القسط والبر التي أشار إليها القرآن في نفوس المسلمين لأنه من الملاحظ أن كثيرا من متعاطي المسكنات التي أشرت إليها أصحاب فهم ضحل و ثقافة سطحية عن الدين.
5- الوجهة الأخرى:لن أتحدث عنها لأنني ليست لدي معلومات كثيرة كما أنني لا أريد للموضوع أن يتخلى عن صيغته العامة إلى اتهامات والحديث عن وقائع و أحداث لن نخرج منها بشئ لكن طبعا الكثير سمع عن كتاب قذائف الحق للغزالي و ما يفعله أقباط المهجر بعض أنشطة التنصير المشبوهة
.أخيرا وليس آخرا أسأل متى ترجع القيمة الغائبة؟؟؟
سؤال تجيب عنه الأيام.

التسميات:

في الفكر الإسلامي

1-مرجعية الدولة وا ختيار الحاكم:
إن القضية التي تتطرحها هنا هي قضية اختيار الحاكم بين الشعبية والكفاءة.
إنها حقا قضية مهمة جدا لكنها قد تكون نتاجا أساسيا لشئ واجد وهو عدم وجود مرجعية.
أنت حينما تعدل أو تجرح في حاكم يجب أن يكون هناك قانونا أو عقدا كما سميته لكن من أي مرجعية تستقيه.
مثله مثل الرقابة حين تقول هذا ينشر أو هذا لا ينشر يأتي ذلك الرد السمج المستورد أن كل حر في أن يعبر كما شاء لأننا في مجتمع"ديموقغاتي".لكن حين تكون هناك مرجعية متفق عليها يتضح على ضوئها الغث والثمين الخطأ والصواب و بينهما متشابهات يمكن الاتفاق حولها.لذلك يكون اختيار اللجنة التي تراجع اختيارات الأمة لا خلاف عليه إذ أن من سيتم اختيارهم هم الأدرى بهذه المرجعية وبأمور السياسة والحكم عن سواهم.فهم يختارون حاكما يتفق مع هذه المرحعية و موافقا عليه من الناس لضمان عدم استبداد هذه اللجنة وبهذا يتحقق شرطي الكفاءة والشعبية.و هنا آتي لموضوع المرجعية وهي أنها الإسلام لا غير.إن الفلاح المصري بذكائه وفطرته يعرف البذرة الصالحة لتربته يغرسها ويعتني بها.حتى إذا اعترتها الآفات يعمل على حمايتها و عدم تكرار ذلك في المستقبل.لكنه لا يأتي ببذرة غير صالحة فهي لا تعطي ثمرا ولا تأتي بخير مهما غرسها.
2-مثلث الحكم:الشعب,الفقيه , الحاكم:إن الإسلام دعوة ودولة وأمة.الحاكم يحمي الدين بتطبيقه والوقوف ضد أعداءه.أما العلماء فهم الذين يحفظونه بفهم أصوله من قرآن وسنة بما يملكونه من لغة وعلم ويفتون بما يستنبطونه من مقاصد و أحكام في غير نص قطعي الدلالة و الثبوت.أما الشعب فهو الضامن لهذا الدين فمن للدين إذا فسد الحكام فاسترهبوا واستمالوا العلماء.إذا كانت الفتوى حكر على العلماء من مبدأ التخصص فالإسلام ليس حكرا على أحد ولا يملك أحد أن يحل ما حرم الله أو يعطل فرضا من فروضه الواضحة التي لا تحتاج تفسيرا ولا تأويل لأنه ليس في الإسلام كهانة.ولعل ما رأيناه من تخاذل أهل جنوب العراق قبل دخول بغداد لأن أئمتهم لم يفتوا بالجهاد و كأن آيات الله في هذا الصدد التي يفهمها القاصر قبل العاقل تحتاج إلى مباركة أو فتوى!!
.3-رد على بعض الشبهات حول تطبيق الشريعة:إن الإسلام ليس جامدا كما يدعي البعض لأن القطعي من النصوص في غير العبادات لا يتعدى العشرين في الما~ة على أكثر التقديرات تفاؤلا وترك للعلماء الاجتهاد في غير ذلك حسب مصادر الشريعة ومتطلبات العصر لكن بعض المتغربين بحسن أو سوء نية أبى إلا أن يعطل هذه النسبة وأن يسن من القانون الفرنسي ما يخالفها متباهيا بمراجعه التي استقى منها غافلا عن كلام الله جاعلا من تطبيق الشريعة فزاعة للناس أنهم سيذبحون ويقتلون و أن المعارضة ستتهم بالكفر كأن الخلاف المحمود الذي لا ينقض ثوابت الإسلام ليس سنة كونية.إن هناك مؤامرة على خنق كل صوت مسلم حق يريد النهضة لهذه البلاد تاركين الساحة لمن هم مثل الزرقاوي يؤدون عمله جيدا في تنفير الناس من الإسلام.فهم يتركون بن لادن وغيره يتحدثون في الإعلام ويملؤون العالم ضجيجا.أما من يريد أن يصلح ويأتي بالأمن والاستقرار فلا يسمع عنه أحد كما رأينا في حالة محاكم الصومال الذين أشاد بهم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين تشن ضدهم حرب ضروس ويدفعون ثمن ما فعله الغلاة بالإسلام.
4-ترسيخ الاستبداد باسم الدين:ليس الغلاة فحسب بل العلماء المنبطحون الذين يؤثمون المعارضين للفساد ويطبلون ويزمرون للحكام الذين كانوا يقولون للشيخ عمر مكرم حين كان المصريون يحاصرون الوالي العثماني"متى تنتهي هذه الفتنة؟؟"وانتهت بنفي هذا الشيخ الذي فهم حقوق الناس في الإسلام وحقهم حتى في عزل الخليفة ويكون أعضاء مجلس الحكم أيام نابليون(الذين نفاخر بهم في كتبنا الدراسية كأول حكم ديموقغاطي أيضا) صورة مشوهة وبذرة فاسدة بالنسبة لشجرة عمر مكرم الوارفة الظلال.لقد بحثنا شرقا وغربا عما يعزنا فلم نستطع أن نفعل كما فعل من أخذنا عنهم لأننا أمة أعزها الله بالإسلام فإذا ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله.
5-منع الاستبداد أولى:خلاصة القول إن القول بالكفاءة شئ مهم لكن الأهم هو منع الاستبداد والفساد فلا تكون هذه اللجنة كسناتو الرومان والقول يإرادة الأمة شئ هام لكن زيادة الوعي والتعليم ومنع الغوغائية في الاختيار والانسياق وراء شعارات خادعة أهم. أقول إننا لا نحتاج إلى الديموقراطية فلدينا نظامنا فإن كان فيه قصور فلأننا لم نعد نطبقه فالتجربة توقفت فبيل الفتنة الكبرى(التي لم يكن من أسبابها الشورى ولهذا حديث آخر ربما) وبدء فترة الملك العضوض.. وفيها ما كنت تقترح فكان هناك أهل الحل والعقد وهم الصحابة أدرى الناس بالدعوة والدولة وفيها البيعة وهي موافقة الناس على اختيار أهل الحل والعقد.
6-المرشحين لل اللجنة:إننا لم نعدم العلماء والمفكرين كهويدي وعمارة و العوا والبشري والقرضاوي فإن أخذنا من غيرنا مالا ينقض ديننا فذلك من قوله صلى الله عليه وسلم"الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها ممن سواه".إننا نملك العقول الواعية بظروف بلادنا وما يصلح لها لكن المشروع بالكامل معطل.لقد كشف الدكتور صوفي أبو طالب عن مشروع تقنين الشريعة أيام رئلسته لمجلس الشعب(لا أعرف تفاصيل أكثر من ذلك).
7-مجرد تصور مبدئي للدولة المعاصرة للإسلام:إنني من تيار ربما لا ينتمي له أحد سواي.تيار لا يؤمن بالجماعات التي تكون مجتمعا موازيا ينغلق فيه الناس و حين ينفتحون فهو من أجل استقطاب الآخرين له.تيار يؤمن بأن الفقهاء هم من سيجددون ديننا لعلمهم وفقههم كما أن السياسيين هم من سيجددون دولنا عملا بفتاوى العلماء الذين يراعون مقتضى الحال ولا ينقضون ثوابت الإسلام التي يضمنها الناس.تيار ليست فيه عقلية تهييج الجماهير( التي تستهوي كثيرا من المراهقين) والشخصية الرئيسة الكارزمية التي لا يراجعها أحد.بل تربية الجماهير وتوعيتهم وإعطاء كل ذي حق حقه ليقوم بدوره.
8-كتب أزكيها لكم:وفي النهاية أنصحكم يا إخواني بقراءة كتاب الشريعة الإسلامية وكتاب نقض كتاب الإسلام و أصول الحكم للرد على محاولة القاضي علي عبد الرازق علمنة الإسلام والكتابين لشيخ الأزهر السابق محمد الخضر حسنين.وفي النهاية أعتذر على الإطالة فقد كتبت لكم ما يجيش بصدري وفي انتظار ردكم والسلام عليكم ورحمة الله

التسميات:

غرور الفضيلة...و غرور التواضع

السلام عليكم و رحمة الله:
أ-هل الفضيلة تفضي إلى الغرور؟
هل العمل الصالح يدفع بالإنسان إلى الهاوية
؟قرأت حديث أحسبه يجيب عن هذا السؤال:
عن جندب بن عبد الله رضي الله عنه، قال‏:‏ قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏:‏ ‏(‏قال رجل‏:‏ والله لا يغفر الله لفلان، فقال الله عز وجل‏:‏ من ذا الذي يتألي على أن لا أغفر لفلان‏؟‏ إني قد غفرت له وأحبطت عملك‏)‏ رواه مسلم ‏.
‏ لست أقصد أن يكون النقاش دينيا بل أقصد النقاش على المستوى الاجتماعي و النفسي.حين ينظر أحد المحترمين إلى واحد من الأشقياء فربما خالطه شعور بالتعالي عليه أنه أفضل منه حتى لو لم يكن ينافق الناس فيما يعمل من الصالحات أو لم يعبر عن رأيه هذا بالقول المباشر أو بالسخرية كما نرى كثيرا خاصة في شهر رمضان.البعض منا لا يعذر و لا يرى التناقض شيئا مألوفا مع عدم التماس العذر للسلوك السئ بالطبع.لآ أقول أن الإنسان لا يجب أن يفرح بما في نفسه من التزام و خلق لكن تلك السخرية الاذعةممن هم أقل خلقا و التزاما.لماذا هذه العلاقة الغريبة لماذا تدفع الفضيلة البعض لازدراء الغير و الشعور بالغرور بدلا من النصح و الأخذ باليد إلى الخير؟
ب-هل التواضع يفضي إلى الغرور؟
التواضع الذي يربي فينا التضحية و إنكار الذات هل يمكن أن يوصلنا إلى العكس حتى لو لم نبتغ بتواضعنا ثناء الناس.حين لا تتحدث عن خير تفعله بينما يفعل غيرك ربما تشعر بأنه يرائي لأنه ليس كتوما مثلك.تراه يريد ثناء الناس رغم أنه قد يكون يتحدث على طبيعته.كل ذلك لأنه لا ينحو نحوك ليس كتوما أو قل متواضعا مثلك.شعور ثقيل على قلبك لكنك ربما لا تستطيع منعه.ماذا هو شعورك لو كنت مثل أبو تريكة مثلا؟الكل يتحدث عن تواضعه حتى الذين لم يروه.هل يمكن أن يقوده تواضعه إلى الغرور؟هل يمكن أن ينظر إلى لاعب يفرح بما أنجزه نظرة تعال في نفسه أنه أكثر تواضعا من فلان؟هل ستشعر أنت بهذا فعلا؟
مجرد مثال و مجرد تساؤلات.
في انتظار ردودكم عليها و إضافاتكم عن أي نوع جديد من الخطيئة الناعمة
...الغرور
.تحياتي

التسميات:

هل الذل من شيم الرجال؟

هل الذل من شيم الرجال؟
هلاالإهانة و الضرب المبرح يجعلون الإنسان أكثر جلدا؟
من بعض الجمل التي قرأتها لأحد اصدقائي أستوحي هذا الموضوع.منذ سنتين تقريبا كنت في المصيف مع أصدقائي
. الأغلبية الساحقة كانواعلمي رياضة و كان أمامنا خياران لا ثالث لهما؛ إما هندسة عين شمسأو هندسة الجامعة الألمانية.طبعا أنا و أحد أصدقائي كنا متعصبين للكلية بشدة بينما الأربعة الآخرينكانوا متعصبين لهندسة الجامعة الألمانية.صحيح أن كل منا دخل الكلية التي تعصب لها لكن ذلك لم يمنعنا أننغير رأينا حين يشاهد كل منا ما يحدث على أرض الواقع.من ضمن الأسباب التي كانت تساق لنا في هذا اليوم أن كليتنا تضعنا في ظروف صعبة للغاية و تجعل منا آلات عمل و آكلي كتب مما يجعلنا المفضلين عند التقدملأي عمل بعد التخرج.طبعا أي شمساوي هندساوي من لحظة دخوله الكلية يتم إفهامه أنه أفضل طالبفي الجمهورية و أن التحاق أي طالب هندسة بكلية أخرى فلأنه لم يقدر علىدخول هندستنا
.طبعا من المسلم به أنه يؤمن بأن مقبول عين شمس ب "جيد جدا" أي كلية أخرى.لماذا كل هذه الأسباب يتم أخذها على أنها إيجابية؟بسبب الظروف غير الصحية و الضغط المستمر و السلطات شبه المعدومة للطلبةيتم النظر إليها على أنه التزام نادر و مثل يحتذى به.أن يتم النظر لسلطة الدكاترة في ترسيب الطلبة على أسباب لا تستحق في بعض الأحيان بأنها " تنشيف للطالب و هطلعه راجل" طبعا لست أعمم هنا لكن إساءة استغلال السلطة وارد ضد أي طالب ليس له ظهر كما يقولون من المسئولين من عينة "مراد بيه".حين نشكو من سوء المعاملة تخرج السخرية الجاهزة من الكبار استهزاء بشباباليومين دول اللي عايزين حد يدلعهم.حين يشكو الصنايعي لأمه أن معلمه يضربه و يشتمه بسبب و من غير سبب تخرج الحكمة الأثيرة بأنه بيعمل لمصلحتك عشان تطلع راجل.لما تغلط في حد كبير غصب عنك تعتذر له أما لو العكس أي واحد كبير زيه ياخده على جنب يهدي النفوس مش قدامك طبعا عشان ميحرجوش.ليه؟الإجابة معروفة طبعا لأنه أكبر منك!و بعدين يا راجل مش الصبر من شيم الرجال؟لما رئيسك في الشغل يقرفك و يطلع عينك و أبوك يقولك خليك راجلو بطل تبقى "ابن أمك" و كمان يقولك هاتله هدية و استسمحهمش يبقى الصبر من شيم الرجال؟صحيح في بعض الأحيان يكون الإنسان مضطرا لبلع الإهانة من خلال مبدأارتكاب أخف الضررين لكن أن يسير ذلك هو الطبيعي و المتوقع...هل في النهاية هتطلع راجل؟للأسف في أغلب الأحيان هتطلع معقد تجرح الناس لمجرد إنهم ميقدروش يردواعليك
.و لما تلاقي حد مضايق منك أو ابنك جاي يشتكيلك هتسخر منه و تقول حكمتك الأثيرة :
أليس الصبر من شيم الرجال؟

التسميات: