الثلاثاء، 13 فبراير 2007

الواقع الافتراضي....اخرج من هذا السجن



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:لقد أصبح كثير منا يعيش في واقع افتراضي يهرب من مجتمعه إلى مجتمع افتراضي يشعر فيه بقيمة ومكانة أو بإحساس لا يجده في الواقع من حوله و إليكم بعض الأمثلة:
أ-الشتامون:1
-التلفاز و إخوانه:من منا لا يشاهد هذا الجهاز الخطير؟؟ إن الناس تغوص فيه.... تغوص في أخباره ففي المسلسلات يعيشون مع الأبطال بتفاعل مرضي فيجد في بعض الشخصيات نا يريد نفسه أن يكون ومرة يسب ويلعن شخصية لا يستطيع ردعها في حياته العادية.أما برامج الأخبار فحدث ولا حرج إت جمعية الشتامين جمعية مليونية يحبون شتيمة المسئولين ويحملونهم مسئولية كل شئ حتى فرقعة لمبة سلم بيتهم وبالطبع تلك مؤامرة أمريكية جديدة!!!!.في رأيي لا يوجد أي تحول كبير في الإعلام في مصر.ما كان يقال على المقهى وفي الجلسات الخاصة أصبحنا نراه ونسمعه في وسائل الإعلام.شتيمة.......شتيمة.كان الموظفين في الماضي يدمنون قراءة مقالات عصفورة الوفد و الآن العصفورة أصبحت أسراب. جل الناس لا يريدون أن يعملوا يرفعون شعار "الشتيمة هي الحل" يشتم كل منهم على المقهى أو في مظاهرة ويرجع راضيا عن نفسه مرتاح الضمير كأنما أدى ما عليه. تمتلئ البرامج الحوارية بالمشاكل والشتيمة نشعر بالجذل ونحن نراقبهم في مصارعة الديوك والحكام فرحين بالشعب الذي يلتهي بهجاء ظننت أنه انتهى مع جرير.


الانترنت:حكايته حكاية.كثير من أعضاء المنتديات مصاب بالفشل في حياته لكنه يجد في المنتدى من لهم مثل اهتماماته وهذا ليس 2-عيبا.لكن أن يتخذ من المنتدى سلواه الوحيد يشعر بالأمان فيه يهرب من العالم إليه يدمنه.يرى أن له قيمة و أن هناك أناس يريدون أن يسمعوه.تمتلئ الدنيا بالكلام.يعطي نفسه اسما براقا كالسلطان أو القائد.هناك الكثير من المنتديات العربية تحفل بكثير من "صلاح الدين و قطز" بينما هم لم يدعموا الانتفاضة بقطرة دم تبرع أو بتعريفة تكفيهم الشتيمة وتكفيهم معلوماتهم الموسوعية عن تاريخ أرض يهربون من حاضره.تكفيهم قدرتهم العجيبة على أنه"مفيش فايدة" .يحكمون من بيوتهم وحواسبهم بينما هم فشلوا في حكم حياتهم و جعلها أفضل .يتعللون بالبطالة وبالحكومة وبأي شئ إلا أنهم يتحملون جزءا من المسؤولية دون إعفاء الحكومة طبعا من المسؤلية.يشتمون في الأوضاع المعيشية ويبكون ويتشدقون بحكايات الناس الغلابة وهو لا يساعدهم كما يبكي عليهم.الكل يتحدث في المشاكل لكن نادرا ما يتحدث أحد عن الحلول.ينادي البعض بالحرية بينما هو لا يفعلها في بيته وهلم جرا من المتناقضات.


ب-المهيسون:فضلا عن شتيمة البلد واللي جابوها فهؤلاء كسابقيهم فهؤلاء يعيشون في واقعهم الافتراضي الخاص
1-الكورة:كان الرومان يلهون شعوبهم بالمصارعين لكن لاعبي الكرة الآن يتصارعون على الكرة.الناس مهمومة بهم يرون في انتصاراتهم نصرا وطنيا عجزوا أن يحققوه خارج الملعب.يرون في اللاعبين أبطالا قوميين لم يروهم منذ زمن.يسدون الشوارع وكأنهم دخلوا القدس!!.2-الأغاني:الناس لم تكتفي بالعيش مع الصورة الافتراضية على التلفاز أو الحاسب لكنهم حتى لم يعودوا يسمعون بعضهم وهم يحملون الكاسيت حتى في الشارع تجد سماعات ال إم بي 3 .إلى هذا الحد لم يعد البعض يطيق سماع بعضنا في الشارع !!!.

3-الشلة:في الشلة قد يكون النجم البلطجي في عالم المراهقين الضيق في عالم "المنطقة والكباتن وكبير التامن وأربعة ونص"أرى فيه واقعا افتراضيا و إن كان المرء يحسه ويلمسه.يرى في نفسه قوة وظرفا وإجابا في عيون الآخرين لا يجده في حياته العادية فيهرب دائما إلى الجلوس مع الشلة في المنطقة.

ملحوظة:قد يسألني أحد بعد هذا لكن ما هو الواقع الحقيقي أو أن الواقع الحقيقي ليس شيئا محددا ويحتمل أكثر من نظرة.فأقول الواقع الحقيقي هو حياتنا هو العمل والدراسة والأسرة والمواصلات والشارع .هو العمل الاجتماعي والخيري.....هو كل ما لا نستطيع أن نواجهه فنلجأ إلى الافتراض كمخدرات(افتراضية أيضا!!!!) لكي ننسى.أما من يقول إن الواقع يحتمل عدة أمثلة فأقول له:قد ترى حكومتك أفضل حكومة أو أسوأ حكومة لكن ليس هذا مبرر لكي تكافح و تحجز لنفسك مكانا تحت الشمس.إن التلفاز والصحف والمنتديات مهمة لمعالجة مشاكلنا و حلها "قدر المستطاع" لأنه قد يعجز المرء عن حل كل المشاكل لكن هذا ليس مبرر لترك كل الشئ والاقتصار على الشتيمة كأننا أصبحنا في مرحاض عمومي.قد ترى أسرتك أسوأ أو أفضل أسرة لكن يجب أن تتحدث معهم لكن للأسف انقطع الحوار في كثير من البيوت.لا أعفي نفسي من الهروب من الواقع لكن ربما يكون هذا المقال هو تذكرة الرجوع.