الثلاثاء، 10 مارس 2009

عن توقيف البشير

السلام عليكم و رحمة الله:
هي المعضلة الرئيسية في أي دولة متعددة الأعراق و الديانات.
حين تغيب العدالة و يتم التعامل مع أزمة الوطن و الهوية تعاملا أمنيا,
نفس التعامل الذي أعطى لجمال باشا السفاح الحق في التنكيل بالعرب و ذبح العديد منهم حين كان واليا عثمانيا على سوريا وكانت تمر بالدولة العواصف و الأزمات
نفس التعامل الذي جعل صدام يفعل ما فعل ضد الشيعة و الأكراد
حين يتبدى وقتها أن سبيل انقاذ الوطن يكمن في حكم عصبية ما له وليكن ثمن ذلك سحق الجميع بلا تردد.
أنا لست ضد استخدام القوة لمنع انفصال جزء من أي وطن,لكن برب الكعبة لا تسحق هذا الجزء و تحطمه و تهمشه و تحرمه من أسباب الحياة ثم بعد هذا تقوي أعوانك فيه ليحفظوه و ترضضي طموحهم و نفوذهم لتي لا تختلف كثيرا عن أطماع قطاع الطرق ثم تقول أن الأعداء هم الذين يحركون الفتنة و أن كل شئ تمام!
فبدلا من حكم ديمقراطي كالذي أراده الجنرال سوار الذهب (و هل معادن الناس من أسمائها؟) تصبح شعارات النخبة الحاكمة في الخرطوم هي "الإنقاذ" و محاربة "المرتدين" !
الحقيقة أن ما يحزنني هو تمترس هذه النخبة بشعار تطبيق الشريعة في كل الأفعال الخرقاء التي قاموا بها,لا يمكنني تحميلهم أزمات الوطن و الهوية في السودان و التي ترجع تاريخها إلى زمن الاستعمار البريطاني
لكن يمكنني باطمئنان اتهامهم أنهم لم يتحلوا بالحكمة و النزاهة و صفات الحكام الراشدين في الإسلام.
لو كان الأمر تطبيق للشريعة فبإمكانهم أخذ فتوى المذهب المالكي( و التي و إن كنت لا أتفق معها إلا أنها مناسبة أكثر لظروف السودان) بتطبيقها على المسلمين فقط و هو ما يؤخذ به في بعض الولايات النيجيرية واحترام هوية الجميع و دياناتهم و ثقافاتهم و تأسيس حكم قائم على العدالة و النزاهة و طهارة اليد
شد ما يحزنني تمترسهم بأنهم هم من يحفظون السودان و أقسم أنهم لو اتفقوا على تضييعه علنا لن يرتكبوا كم الحماقة و الفساد و القمع الذي يرتكبونه الآن
شد ما يحزنني أننا يجب أن نقف موقف المندد لأنه في أول الأمر و آخره حاكم عربيلكني لا أخفي رغبتي في أن أراه يتلقى العقاب العادل لكن بأيد عربية عادلة

التسميات: