الأحد، 20 مارس 2011

مُغلق

أعلم جيدا أن هذه التدوينة لا داعي لها لأن المدونة بالكامل مُهمَلة من كاتبها و من أي زائر تعثر فيها.
لكن لا يضير أن أقول أن هذه المدونة مُغلقة حتى إشعار آخر,

الثلاثاء، 12 أكتوبر 2010

قبل إحباط الهجمات على أوروبا بستة أشهر..السي آي إيه: على أوروبا أن تشعر بالخطر


سبتمبر\أكتوبر- 2010

فرنسا

سكاي نيوز تنقل عن مصادر استخباراتية خبر إحباط مخطط لشن هجمات إرهابية في عدة مدن أوروبية من طرف جماعة يعتقد بصلتها بالقاعدة ، كما أخلت الشرطة الفرنسية برج إيفل لفترة وجيزة بعد إنذار بوجود قنبلة بعد يوم من إخلاء مماثل لمحطة قطار رئيسية في باريس لنفس السبب.

أتى هذا بعد تحذير فرنسا رسميا مواطنيها من احتمال شن هجمات إرهابية على فرنسا.

ألمانيا

كذلك قالت مصادر عسكرية أمريكية أن اللواء مارك ديلين، قائد قوات الطيران في قاعدة رامستين بألمانيا، أصدر مذكرة فرضت على جميع الجنود البقاء في منازلهم الموجودة داخل القاعدة، أو المنتشرة في أحياء سكنية تحيط بها خشية حدوث هجمات إرهابية على أهداف أمريكية في أوروبا.

وأمرت المذكرة الجنود بعدم ارتداء ما يشير إلى هويتهم العسكرية خلال تواجدهم خارج القاعدة، محذرة المخالفين من عقوبات مشددة.

أكدت مجلة درشبيجل الالمانية الاثنين أن من أعد هذه المخططات هو الرجل الثالث في تنظيم القاعدة الشيخ يونس الموريتاني, وذلك بموافقة ودعم مالي من زعيم التنظيم أسامة بن لادن الذي تشير أجهزة استخبارات غربية أنه أعطى الضوء الأخضر بشن هجمات على أوروبا على هجمات مومباي التي حدثت في الهند منذ عامين و راح ضحيتها عشرات القتلى.

وأشارت تقارير استخباراتية أيضا إلى أن أحمد الصديقي -وهو من هامبورج في شمال المانيا- التقى الموريتاني في مير علي في المناطق القبلية شمال باكستان مطلع الصيف قبل ان يتم توقيف الصديقي في يوليو/تموز الماضي في كابول.

بريطانيا

قال رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون إن قوات بلاده لن تبقى يوما واحدا في أفغانستان بعد موعد الانسحاب المقرر عام 2015. معتبرا أن وجود القوات البريطانية هناك هو من أجل حماية الأمن القومي لبلاده.


مشددا على أن بريطانيا ليست في أفغانستان لبناء ديمقراطية مثالية ولا أفكار حالمة، بل من أجل حماية أمننا القومي.


وأضاف كاميرون "أن كل إرهابي من الذين شاركوا في هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001 في الولايات المتحدة تدرب على يد تنظيم القاعدة في أفغانستان، وإذا تركنا هذا البلد غداً، فإن هذه المعسكرات التدريبية ستظهر من جديد لأن الأفغان ليسوا قادرين حتى الآن على تأمين بلدهم".


الولايات المتحدة

أصدرت الخارجية الأمريكية- أوائل الشهر الحالي- تحذيرا للأمريكيين في أوروبا مما وصفته بهجمات إرهابية محتملة، وجاء في التحذير أن وسائل المواصلات العامة وأماكن التجمعات و المناطق السياحية قد تكون هدفا لهجمات يخطط لها تنظيم القاعدة والجماعات المرتبطة به.

أوضح السفير الباكستاني حسين حقاني أن " الهجمات الأخيرة التي وقعت في شمال اقليم وزيرستان واستهدفت عناصر تنظيم القاعدة لها علاقة بالتحذيرات الذي سمعنا عنها مؤخرا والتي تتعلق بمخططات محتملة لشن هجمات إرهابية في أوروبا".

وأضاف حقاني أن باكستان كانت تعمل بالتعاون مع أجهزة الاستخبارات الأوروبية والأمريكية لإحباط مخططات للقاعدة تستهدف أوروبا ولا ينبغي أن يقلق المواطنون بشأن الوضع الآن.

مارس-2010

الولايات المتحدة

أعد السي آي إيه تقريرا في مارس الماضي عن احتمالية ضعف الدعم الأوروبي مستقبلا لمهمات القوات الدولية في أفغانستان على خلفية عزم هولندا على سحب قواتها من أفغانستان (سحبتها بالفعل في أغسطس الماضي) ، يشير التقرير إلى أسباب السخط في الشارع الأوروبي على الحرب و المأزق الذي تواجهه الحكومات الأوروبية بسبب هذا ، و يقترح التقرير-الذي قام موقع ويكليكس الشهير بتسريبه- حلولا قد تساهم في إنهاء تلك المشكلات.

البداية الآمنة لا تكفي

ساهمت البداية الآمنة للقوات الدولية في أفغانستان و عدم خوضها مواجهات مباشرة مع أعدائها في تجاهل الحكومات الأوروبية لأي معارضة شعبية للحرب على أفغانستان ، إلا أن اتساع نطاق معارك القوات الدولية أدى إلى زيادة السخط الشعبي بشكل غير مسبوق مما يحرج مركز الحكومات الأوروبية التي تشارك بقوات في أفغانستان و قد يدفعها لتقليد هولندا و ترك الولايات المتحدة وحيدة أمام طالبان و القاعدة.هذا إلى جانب ما تردد عن انتهاك القوات الدولية لحقوق الإنسان و مقتل مدنيين نتيجة الغارات الجوية و منها غارة كوندز العام الماضي التي ضلعت فيها القوات الألمانية و تسببت في مقتل العديد من المدنيين.أدت هذه الغارة إلى أزمة كبيرة في ألمانيا استقال على خلفيتها وزير العمل الألماني فرانز جوزيف يونج الذي تولى مهام وزارة الدفاع وقت الغارة و كذلك استقال رئيس أركان الجيش الألماني فولفجانج شنايدرهان.

الحل

يركز التقرير على أن السبب الرئيس في معارضة الحرب على أفغانستان هو عدم الشعور بأن تلك الحرب مهمة بالنسبة لأوروبا بحيث تبرر التكلفة المالية و البشرية الباهظة.

لهذا يؤكد التقرير على ضرورة الربط بين النتائج في أفغانستان و بين الولويات الأوروبية ؛ فيقترح التقرير التركيز على المهمة الإنسانية للقوات الدولية في أفغانستان و مساعدة اللاجئين و ضحايا الحروب و التأكيد على ان تخلي القوات الدولية عن مهماتها يعني التخلي عن هؤلاء الضحايا و تركهم لحكم طالبان الهمجي المعارض لحقوق المرأة و تعليم الفتيات.

لهذا يصير التركيز على المرأة الأفغانية و التركيز الإعلامي على وضعها في أفغانستان و المخاطر التي تتعرض لها من طالبان (تصدرت صورة فتاة أفغانية تدعي عائشة غلاف مجلة التايم الأمريكية و هي مجدوعة الأنف و نسبت المجلة هذا الفعل لطالبان الذي نفاه و استنكره أحد قادتها و اعتبره شأنا عائليا قام به زوجها و لا علاقة لطالبان به).

أما ألمانيا فيرى التقرير بجانب هذه النقاط ضرورة التركيز على ألمانيا كشريك أساسي في مهمات الناتو و ان لتخلي عن المهمة في أفغانستان سيؤدي إلى تعرض ألمانيا لخطر الإرهاب و المخدرات و نزوح اللاجئين ، أيضا يجب الإشارة إلى التناقض بين تشاؤم الألمان

حول الوضع في أفغانستان و تفاؤل الأفغان حوله.

هكذا يتم تعزيز موقف السياسيين أمام ناخبيهم في زيادة دعم مهمة القوات الدولية في أفغانستان.

كما يجب استثمار شعبية الرئيس أوباما و التفاؤل الأوروبي به عند توليه الرئاسة حول قدرته على التعامل مع الملفات الخارجية لرفع شعبية مهمة القوات الدولية في أفغانستان.

و الآن و بعد مرور أقل من شهر على الحديث عن إحباط مخططات إرهابية على أوروبا يبقى عن السؤال الصحيح :

من الفاعل ؟ أم من المستفيد؟

التسميات:

الحدود الأفغانية الباكستانية..خطوط على ورق


الحدود الأفغانية الباكستانية...خطوط على ورق

في عام 1893 قام الكولونيل البريطاني مورتيمر ديوراند برسم خط حدودي يحمل اسمه ، من أجل فصل الهند (التي كانت تضم الهند و باكستان و بنجلاديش آنذاك) عن أفغانستان المضطربة.

لكن هدف الكولونيل البريطاني لم يتحقق ، ففي الواقع لم تعترف أفغانستان بهذا الخط و اعتبرته باكستان -المثقلة بالاضطرابات-خطا لا يمس به .

أغلبية هنا و أقلية هناك:

قسم الخط البريطان جماعة البشتون الكبيرة إلى قسمين ؛ قسم يبلغ 12 مليون نسمة يمثلون أغلبية عرقية في أفغانستان و قسم يبلغ ضعف هذا الرقم ، لكنه لا يمثل سوى 15 % من السكان في باكستان.

و في منطق يغدو الولاء للقبيلة و العرق أساسيا صار الخط وهميا لا يمنع التنقل على جانبيه بين البشتون المتجانسين عرقيا و لغويا.

و بين كونه خطا وهميا أو خطا حدوديا تتضارب مصالح دول المنطقة ؛ مع البشتون أو ضدهم.

الرهان الديني

في حين يُنظر للحدود بين أفغانستان و باكستان على أنها منطقة اضطرابات من الدرجة الأولى ، إلا أن المنطقة يتم اعتبارها من بعض الأطراف الباكستانية منطقة عمق استراتيجي لدولتهم المهددة بنزاع أبدي مع الهند فيمكن للجيش الباكستاني أن يلجأ في الأوقات الحرجة إلى تلك المنطقة التي يلعب فيها الدين و القبيلة دورا هاما جدا ،لهذا يشير محللون إلى دعم باكستان للعناصر الدينية هناك لأن اللعب على الوتر الديني يصب في مصلحة باكستان ، بينما العامل القومي و الدعوة لتوحيد أرض البشتون سيؤدي في النهاية إلى اقتطاع قسم كبير من باكستان المضطربة و المهددة بالانقسام.لهذا توجه دائما اتهامات لباكستان في التخاذل في الحرب ضد جماعة حقاني في وزيرستان (التي يعتقد بدعمها بللملا عمر و تنظيم القاعدة) على عكس ما فعلته في وادي سوات من شن حرب موسعة ضد من تصفهم بالمتشددين.تؤثر هذه التقارير المتتباعة و منها تقرير نقله البيت الأبيض للكونجرس مما زاد في توتر العلاقة بين واشنطن و إسلام آباد.

الفيل المتربص

أما الهند –التي دعمت من قبل تحالف الشمال ضد طالبان- تعاون الحكومة الحالية و تشارك في مجهودات إعادة الإعمار في أفغانستان و تقوم بتدريب دبلوماسيين و ضباطا أفغان لتدعم وجود حكومة قوية موالية للمجتمع الدولي بإمكانها إثارة القلاقل بشأن الحدود مع باكستان –عدو الهند اللدود- و القيام باستئصال العناصر الإسلامية التي تعتبرها الهند يدا طولى لباكستان في المنطقة ، لذلك توجه اتهامت هندية لباكستان على خلفية الهجوم على القنصلية الهندية و العامل الهنود في أفغانستان التي صارت ساحة للحرب بالوكالة بين البلدين.

حديقة العمليات الخلفية

لكن الاهتمام بتلك المنطقة الحدودية لا يقتصر فحسب على دول المنطقة ، فالناتو ينظر لهذا باعتبارها الملجأ الأول للمتشددين خاصة تنظيم القاعدة و يُعتقد أنها الملجأ الذي فرت إليه فلول طالبان على خلفية الغزو الأمريكي في عام 2001 و أعادت تنظيم صفوفها مما يهدد نجاح مهمة القوات الدولية بشكل واضح.

لهذا قامت الولايات المتحدة في السنوات القليلة الماضية بغارات جوية مكثفة على المطقة الحدودية بطائرات بدون طيار مما أدى إلى مقتل العديد من المدنيين مما ساهم في رفع أسهم طالبان باكستان و الأطراف المسلحة في المنطقة و يسهم في ضعف شعبية الحكومة الباكستانية.

لكن هذه الغارات لم تؤدي إلى نتائج ملموسة رغم نجاح تلك الغارات في اصطياد بعض المطلوبين كبيعة الله محسود زعيم طالبان باكستان السابق ، إلا أن مقاتلي طالبان و القاعدة يتحركون بحرية و يشنون هجماتهم بكثافة خاصة الاشتباكات الداشرة حاليا في ولاية كونر و قد صرح أحد قادة طالبان الميدانيين بأن الحركة نجحت في السيطرة على أحد القواعد الأمريكية.أما شبكة حقاني لازالت تتمتع بمركز قوي وسط أنباء عن محاولة التفاوض معها من قبل الحكومة الأفغانية.

كما أدت غارة من تلك الغارات إلى مقتل جنود باكستانيين مما يرجح أنه سبب إغلاق باكستان لمعبر طورخم نحو أسبوع رغم اعتذار الولايات المتحدة و الناتو.

شريان حياة

كذلك تعتبر الحدود الباكستانية الأفغانية شريان الحياة للناتو و الطريق الأهم لإمدادات القوات الدولية بعد فشلها في فتح خطوط إمدادات ذات أهمية في مناطق أخرى إلى أفغانستان لدعم عملياتها التي تتزايد يوما بعد يوم.

لهذا شهدت الحدود استهداف قوافل عدة للناتو و إحراقها على يد طالبان باكستان منها إحراق 54 سيارة صهريج نقل وقود الشهر الحالي وسط توقعات بالمزيد من الهجمات لطالبان باكستان.

جدير بالذكر أن شركات النقل تقول ان طالبان حولت قوافل الإمدادات إلى مصدر تمويل لها من خلال خطف السائقين و الحصول على فدية ضخمة و ابتزاز الأموال من الناقلات.

برميل بارود مشتعل أم مفتاح النصر؟

إن تزايد التوتر بين واشنطن و إسلام آباد على خلفية اتهامات أمريكية بعدم ضبط الحدود و التعجل في تحقيق نتائج ملموسة على الأرض و نجاح طالبان في شن هجمات ناجحة على القوات الدولية ، يدفع تلك القوات إلى مزيد من العنف و التوسع في الغارات ، كذلك تصريح بعض القادة العسكريين عن حق الملاحقة للعناصر المسلحة التي تتسلل إلى باكستان يوحي إلى تصعيد في استخدام الحل العسكري و هو ينذر بمواجهة شرسة تزيد من متاعب القوات الدولية و تزيد باكستان المضطربة تمزقا خاصة حين يتم الترويج للعمليات العسكرية من منطلق عرقي بأن غير البشتون يقاتلون البشتون من أجل أمريكا و هو ما عبر عنه منذ فترة طويلة القاضي أحمد حسين زعيم الجماعة الإسلامية الباكستانية السابق.

لكن محللين آخرين يرون أن تلك المنطق الحدودية المضطربة قد تكون مفتاحا للسلام إذا ما اعتمدت القوات الدولية و الحكومة الباكستانية على عناصر معتدلة و زعامات قبلية ترى في تصاعد نفوذ الإسلاميين المسلحين انتقاصا من نفوذها ، جنبا إلى جنب مع توفير الخدمات الأساسية لسكان تلك المنطقة و استخدامهم كرأس حربة ضد طالبان و حلفائها و الاعتماد عليهم كقوة أساسية في ضبط الحدود مما يؤدي إلى حصار طالبان و يكلل مهمات القوات الدولية بالنجاح.

لكن التطورات الحالية لا تشير إلى تبني القوات الدولية لهذا المبدأ مما يبقي على الحدود بين أفغانستان و باكستان حدودا

ورقية ، لكن مشتعلة.

التسميات:

طالبان (2)..إمارة الظل

إمارة الظل

الغزو الأمريكي

بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر حلق النسر الأمريكي الجريح مطالبا بالثأر ، و وسط اتهامات للقاعدة بأنها وراء الهجوم ، طفت مشكلة أفغانستان للسطح من جديد بعد طول نسيان.رفضت حركة طالبان تسليم أسامة بن لادن و أعضاء تنظيم القاعدة و أصرت على تقديم أدلة دامغة على تورط القاعدة في الهجمات على الولايات المتحدة الأمريكية لتتم حينها محاكمتهم في أفغانستان أو تسليم المطلوبين لدولة إسلامية لمحاسبتهم.

غير أن هذه الاقتراحات قوبلت بالرفض و حاز النسر الأمريكي على تعاطف العالم و تأييده وسط صمت عربي و إسلامي .و بعد قصف أمريكي استمر 40 يوما دون توقف ، و في 13 نوفمبر عام 2001 سقطت كابل بيد قوات التحالف الشمالي الذي ضم الحركات المعادية لطالبان بينما توارى أعضاء الحركة و قادتها عن الأنظار بعد توغل أعدائها في أفغانستان و رجحت التحليلات وقتها أن تلك الفلول الهاربة اتجهت إلى الحدود الأفغانية الباكستانية حيث تحظى طالبان بشعبية جارفة.

نظام إسلامي أمريكي!

عقد مؤتمر بون في 5 ديسمبر من العام 2001 ضاما دول الجوار الأفغاني و أغلب الأطراف الأفغانية ليتم الاتفاق على مرحلة ما بعد طالبان ، فتم انتخاب حامد كرزاي رئيسا مؤقتا للبلاد ريثما يتم انتخاب المجلس القومي الكبير "اللويا جركا "و وضع دستور جديد للبلاد و إجراء انتخابات رئاسية و أخرى برلمانية.

تم إقرار دستور جديد للبلاد من قبل (اللويا جركا) الذي تم انتخاب أعضائه الـ500 ليمثلوا كافة أطياف الشعب الأفغاني و ينص الدستور على أن أفغانستان جمهورية إسلامية و لا يمكن أن تتعارض قوانينها مع تعاليم الإسلام على أن تلتزم الجمهورية بالاتفاقيات الدلوية و إعلانات حقوق الإنسان الدولية.

و هكذا بدأت مسيرة بناء سلطة أفغانية محلية موالية للمجتمع الدولي بقيادة حامد كرزاي الممثل السابق لشركة يونوكال الأمريكية التي كانت تفاوض طالبان فيما سبق على مد خطوط أنابيب للغاز و البترول عبر الأراضي الأفغانية و هو ما يمكننا من تصور شكل هذا النظام السياسي و تفهم اتهامات الفساد المتتالية التي توجه إليه، كما يصور لنا أن العلاقة بين طالبان و بين كل ما يمت لأمريكا بصلة لم تكن عدائية منذ الأزل و أنهما خطان متوازيان لا يلتقيان.

تطور عمل قوة الإيساف الدولية من حماية المنشآت الهامة في كابل و مساعدة نظام كرازي في السيطرة على العاصمة ، اتسعت مهمة القوات الدولية لتشمل مناطق بعيدة نائية و تخوض مواجهات مباشرة في الجنوب مع طالبان التي تصوروا يوم دخولهم أنها ذهبت إلى غير رجعة.

الإمارة الثانية

في عام 2003 أعلن الملا عمر زعيم حركة طالبان تشكيل مجلس جهادي جديد و اجتمع مع 50 شخصية لبحث أفضل طرق المقاومة و إعادة بناء الحركة بعد الغزو الأمريكي و سلسلة المطاردات و الغارات التي لم تنته.

كما شهدت تلك الفترة أول عملية استشهادية ليتم الإعلان عن طريقة هجوم جديدة للحركة استقتها من المقاومة العراقية التي فتحت جبهة استنزاف أخرى للولايات المتحدة لتصير غارقة بين جبهتين.

تصاعد نشاط طالبان تدريجيا ما بين عامي 2004 و 2005 و توسعت الحركة في ضم بعض الأفغان و المقاتلين الأجانب إلى صفوفها و تنوعت عملياتها مكبدة القوات الدولية و الجيش الأفغاني خسائر فادحة مما حدا بالقوات الدولية أن تشن غارات جوية عديدة تسبب أغلبها في إصابة مدنيين مما ساهم في زيادة النقمة على القوات الدولية.

مرحبا بك في مناطق طالبان!

في سوق هزارة رأى مراسل الجزيرة أحمد زيدان مشاهد تخالف ما عرف عن علاقة طالبان مع الشعب في إمارتها الأولى ،

إن هناك شعور من بعض مواطني هذه المناطق أن طالبان تسعى هذه المرة إلى كسب ود الأفغان بعد أن شوه صورتها بعض الأشخاص باسم الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و نفروا الشعب من الحركة أيام إمارتها الأولى ، و الغريب –كما يقول احد قادة طالبان- أن وزير العدل ترابي الذي قاد قسم الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر استسلم للحكومة الأفغانية و أعلن تأييده لها!

فيقول أحد التجار الممولين لطالبان : " إن الذين كانوا يتشددون مع الناس ويشترطون طول اللحية، ويعاقبون على قصرها هم أول من ترك وتخلى عن الحركة من أمثال ملا خاكسار وترابي وغيرهما، بينما كان الملا محمد عمر يطالبنا بعدم التشدد مع الناس، ويوصينا بالتلطف معهم، الآن من كان يحدد طول اللحية ويتشدد مع الناس هو من تخلى عن الحركة، وربما عن اللحية، وانضم إلى معسكر الكفرة والمحتلين، بينما من كان يتودد إلى الناس ويعاملهم بالحسنى من الطالبان، هو من حلق لحيته لإخفاء نفسه ولمقارعة الكفرة و المحتلين."

هكذا اعتمدت طالبان على سكان المناطق التي تسيطر عليها مع تركها زراعة المخدرات بشكل طبيعي و عدم الإضرار بمزارعيها و توفير الخدمات الأولية كالمدارس الدينية و المستوصفات الطبية و القضاء الشرعي الذي يكفل قضاء سريعا لمشكلات السكان.غير أن تنفيذ حدود كالرجم و اتهامات غربية لطالبان بانتهاك حقوق الانسان في المناطق التي تخضع لها مثل جدع أنف فتاة تدعى عائشة و هو ما نفته الحركة و قالت إنها جريمة قام بها زوجها و هم غير مسئولين عنها ، كل هذا يروج لفكرة المستقبل المظلم الذي ينتظر أفغانستان إذا ما نجحت الحركة و استعادت الحكم و يخيف من طالبان تلك الفئات الأفغانية التي لا تتفق مع تصور طالبان للشريعة الإسلامية.

من امتصاص الصدمة إلى الهجوم

تميزت عمليات رحكة طالبان بتنوع أساليبها بدءا من الهجوم العسكري المباشر و السيطرة على بعض المراكز الحكومية مرورا بالكمائن و التفجير عن بعد .

كذلك انتهجت الحركة سياسة الخطف و الاغتيالات للشخصيات السياسة و الأجانب العاملين في مشروعات إعادة الإعمار من مدنيين و الأفغان المتعاونين معهم ، كذلك مهاجمة المباني الحكومية و المدارس و استهداف مراكز الاقتراع في الانتخابات البرلمانية الأخيرة لإحراج الحكومة الموالية للقوات الدولية و إظهارها بمظهر العاجز عن حفظ الأمن ، جنبا إلى جنب مع زيادة إحباط الدول المشاركة بقواتها إلى جانب الولايات المتحدة لحث شعوب تلك الدول على المطالبة بسحب جنودها كما فعلت هولندا في أغسطس من العام الحالي.

و أخيرا العمليات الاستشهادية التي وصفها الملا دادالله القائد العسكري البارز في طالبان قبل مقتله أنها قنبلة المسلمين النووية

و يتم استخدامها بشكل مكثف مع وجود تصريحات للملا عمر بتجنب إيقاع الخسائر وسط المدنيين نتيجة للعمليات العسكرية للحركة ، لكن هذا لم يمنع سقوط مدنيين.

لا للسلام!

رفض قادة الحركة الكثير من مساعي السلام من الحكومة الأفغانية عن طريق مسؤولين سابقين في طالبان و لم تثمر خطة التفاوض مع "معتدلين" من طالبان عن أية نتائج وسط تشدد من القادة الحاليين للحركة و رفضهم أي طريقة للتفاوض حتى تخرج القوات لأجنبية و تسقط الحكومة "العميلة" حسب وصف الحركة.

و مما يبعث على هذا الموقف المتشدد للحركة هو نجاحها في إحالة حياة القوات الأجنبية إلى جحيم في أفغانستان ، فقد أصبح العام 2010 الأكثر دموية منذ الغزو الأمريكي رغم أن العام لم ينته بعد مما يثير الكثير من التساؤلات حول مصير أفغانستان و ما إذا كان هذا البلد على وشك إعلان إمارة ثالثة لطالبان تستعيد ما فاتها ، أم نجاحا للقوات الدولية في القضاء على هذه الحركة نهائيا عن طريق محاربة فساد الحكومة المحلية و التوسع في مشروعات التنمية الاقتصادية و التحالفات القبلية و الأهم من هذا ، استغلال هجمات طالبان على المناطق الخاضعة للحكومة للترويج لوحشية الحركة و عدم اهتمامها بأرواح الآخرين و أن الإمارة الأولى لا تختلف عن الإمارة الثانية.

التسميات:

طالبان(1)..من بساط الدرس إلى البساط الحكم

"طالبان" التي منعت الموسيقى وعمل المرأة هي ذاتها التي تبيح زراعة الأفيون

حين نتحدث عن أفغانستان فنحن بالتأكيد نقدّم مجرد محاولة لفهم هذا البلد المعقّد الذي يضمّ 30 مليونًا تقريبا، من أعراق مختلفة أهمها "الباشتون" و"الطاجيك" و"الأوزبك" وسط بيئة صخرية وجبلية وعرة، تركت آثارها على أجساد أبنائها وأرواحهم، ويكون الأمر بالطبع أكثر صعوبة حين نتحدث عن حركة طالبان، فإذا كان الملوك الذين حموا أفغانستان كثيرا ما خذلوها أو عاشوا بعيدا عنها، وإذا كان الشيوعيون الذين أنهوا الملكية حاربوا هوية الشعب وقمعوه، وإذا كان من تسمّوا بالمجاهدين الذين حكموها بعد خروج السوفييت هم صفوة المتعلمين فيها، فإن حركة طالبان بسلبياتها وإيجابياتها هي نتاج للمجتمع الأفغاني ككل، مجسدا في تلك الرحلة التي نقلت أفراد حركة طالبان من مقاعد الدرس إلى كراسي الحكم.

جماعة دينية من قلب الفجور

ثار جدل كبير حول نشأة "طالبان" والتي تعني بالفارسية "طلاب"، وهي تشير إلى طلاب المدارس الدينية المنتشرة في أفغانستان وباكستان، غير أن أي حديث عن مساعدات المخابرات الأمريكية أو الجيش الباكستاني قد يكون محاولة لتفسير التوسع الطالباني، بيد أنه لا يشير تحديدا إلى بداية هذه الحركة.

كانت البداية حسب رواية "الملا عمر" عن طريق جمْعه لطلاب المدرسة الدينية حوله من أجل "حماية الدين والشريعة التي تُداس بالأقدام"، ومحاربة الفسق والفجور في منطقة قندهار التي كانت تعيش حالة من اليأس والإحباط؛ نتيجة تقسيمها بين ثلاثة من "المجاهدين"، وأتباعهم الذين كانوا يُرهقون الناس بالإتاوات، ويروّعونهم بالقتال الدائر بينهم، فضلا عن انحلال بعضهم أخلاقيا، وهو ما فتح الباب أمام ثلة من طلبة المدارس الدينية التقليدية، ليخرجوا من رحم الشعب الأفغاني، ومن أكثر مناطقه تعبيرا عن الهوية الأفغانية وهي قندهار، وكان هذا تقريبا في يوليو عام 1994.

الجماعة غير المناسبة في المكان المناسب
من الروايات الغربية الشائعة عن صعود "طالبان" هو تخليصهم لقافلة من قوافل المساعدات المتوجّهة لأفغانستان من أحد أمراء الحرب المحليين الذي استولى عليها، وكانت تلك بداية الشهرة الحقيقية لـ"طالبان" الذين استطاعوا الاستيلاء على منطقة "سبين بولدك" ثم سقطت قندهار في أيديهم دون مقاومة، فواصلت الحركة تقدّمها إلى أن سقطت كابول في أيديها في 27/ 9/ 1996، واعترفت بها باكستان في 25/ 5/ 1997.

بشكل عام لا يمكننا أن نرى التقدّم السريع لـ"طالبان" نتيجة للدعم الباكستاني وحده، بل إن الناس الذين سئموا الحرب والنزاع بين أمراء الحرب أو المجاهدين لم يقاوموا الحركة الوليدة، خاصة أنها خرجت فكريا من رحم المدارس الدينية "الديوبندية" (نسبة إلى مدرسة ديوبند) التي أُنشئت للحفاظ على الهوية الإسلامية في القرن التاسع عشر، وتوقّف خطابها عند هذه الفترة، لتصير الخدمة الكبيرة التي أسدتها للإسلام هي جمود فكري يُبعد الملتزمين بها عن ظروف العصر.

من طالبان لنساء قندهار: لا للإكراه في الزواج ولا للتعليم ولا للعمل
تتلخّص معظم إنجازات "طالبان" في كلمة "الأمن"؛ حيث لم تتهاون الحركة في إعدام العناصر التي تحاول استغلال نفوذها، وقاموا بنهب أموال التجار والاعتداء على الناس، ومنع إكراه الفتيات على الزواج، لكنهم في المقابل صادروا الحياة الثقافية والسياسية لحسابهم، ولم يعترفوا بأي آخر في أفغانستان، ومنعوا النساء العمل والتعليم.

ناهيك عن مؤسسات غاية في البساطة لإدارة البلاد، والتي تعتمد على خرّيجي المدارس الدينية في بلد بطش به الفقر والحروب الأهلية والكوارث، مما جعل الأمن وحده بمرور السنوات لا يكفي.

ممنوع خروج الرجل بدون لحيته
بدأت وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر منذ الدخول إلى كابول بتنفيذ بيان "طالبان" بقائمة المحظورات والنواهي، بعد المهلة المعطاة التي تبيّن فيما بعد أن بعض بنودها غير قابل للتنفيذ، مثل منع النساء من الخروج دون محرم، أو حبس الرجال الذين يحلقون لحاهم إلى أن تنبت، وغيرها من الأمور التي تبيّن استحالة تنفيذها، لكن هذا المنهج في النهاية أدّى إلى تركيز شديد على أمور ليست شديدة الأهمية في سلّم الأولويات وسط وجود الفقر والجهل في أفغانستان، مما جعل الحركة تزهق الباطل فعلا، لكنها لم تعرف كيف تحقّ الحق.

في عهد طالبان.. المرأة عاطل بمرتب

من الانتقادات المثارة لـ"طالبان" منع النساء من التعليم والعمل؛ فبالنسبة للتعليم رأى المسئولون في حركة طالبان أن تعليم الفتيات قبل مجيئهم كان يحدث فيه اختلاط محرّم بين الرجال والنساء، وكانت المناهج بعيدة عن شريعة الله، ومن ثم كان لا بد أن تكون هناك إعادة بناء لعملية تعليم الفتيات من جذورها؛ لتتناسب مع مفاهيمهم، خاصة أن كابول شاعت فيها المفاسد أثناء الحكم الشيوعي، ومظاهر الاختلاط، ووضع النساء فيها يحتاج إعادة نظر حسب منظورهم، لكن دون الإضرار بمصالح العائلات؛ حيث أعفوا النساء من أعمالهن سدا للذرائع القائمة على الاختلاط، مع صرف رواتبهن لئلا تتضرر أسرهن!

أما التلفاز فقد تم منعه؛ نظرا لحرمة التصوير -حسب بعض علماء الحركة- فضلا عن أنه -حسب رأيهم- فيه اختلاط ومفاسد وتدليس على الناس؛ لأن ما يُعرض فيه ليس حقيقيا، وإن كان هناك مشروع لإعادة النظر في الأمر؛ ليقدم مواد إعلامية تخدم دعوتهم، لكنه لم يُسفر عن شيء رغم احتفاظهم بأجهزة البثّ سليمة، ولم يقوموا بتدميرها كما أشيع، واقتصروا في اعتمادهم إعلاميا على إذاعة صوت الشريعة التي كانت بالطبع تخلو من المحظورات الطالبانية، وإن كانت لم تتمتع بشعبية بين عموم الأفغان من خارج الحركة.

المخدرات حلااال!
من الغريب لأول وهلة أن نُدرك أن "طالبان" التي منعت الموسيقى وعمل المرأة؛ لأن ذلك مخالف للشرع، هي ذاتها التي تبيح زراعة الأفيون، وتقول إنه حلال؛ لأنه يدخل في صناعة بعض الأدوية!

لكن هذه الفتوى لا تعدو أن تكون فتوى براجماتية في بلاد تم تدمير اقتصادها، وأصيب بالشلل، وصار محصول الأفيون بعائده الكبير مصدر دخل للكثير من الأفغان، مما جعل حكومة "طالبان" تحرّم تصنيعه، وتناول منتجاته المصنّعة كالأفيون والكوكايين، وتمنع زراعة الحشيش؛ لأنه لا يوجد منه إلا الضرر!

جدير بالذكر محاولة "طالبان" بالاشتراك مع الأمم المتحدة إنشاء برنامج لحثّ المزارعين على زراعة محاصيل بديلة كالقمح والذرة؛ للتقليل التدريجي من زراعة المخدّرات، لكن الأمم المتحدة أوقفت المشروع، ونقلت رجلها المتحمس "جلوفاني كاجليا" إلى فيينا، مما أدى إلى توقّف مكافحة زراعة المخدرات إلى غير رجعة!
(حاولت الحركة إيقاف زراعة المخدرات في عام 2000 لكن لم يؤدي ذلك لنتائج نتيجة الغزو الأمريكي)

طالبان تعود لمقاعد الجهاد وليس الدراسة
استمرت "طالبان" في الحكم حتى العام 2001 تعاني التجاهل والحصار الدولي رغم سيطرتها على 95% من أراضي أفغانستان، فأقدمت على هدم تماثيل بوذا، بعد إيجاد المسوّغات الشرعية اللازمة لهدم هذه الأصنام! بينما الأمر لم يكن سوى صرخة يأس للفت الانتباه، في رد فعل متسرّع تجاه الغرب، الذي يحابي جبهة أحمد شاه مسعود التي تسيطر على 5% فحسب من مساحة أفغانستان الكلية، مما أثار حنق الرأي العام الغربي أكثر على "طالبان"، وجاءت علاقتهم مع القاعدة لتكون وبالا عليهم، حيث اعتبروا أن ما بينهم والقاعدة هو مناصرة المجاهدين بعضهم بعضًا، رغم محلية حركة طالبان وعالمية تحركات القاعدة، فكانوا كبش الفداء لثأر النسر الأمريكي الذي انقضّ على أفغانستان بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، لتنسحب "طالبان" انسحابا سريعا لتكون حكومة ظل، ما زالت تكبّد قوات التحالف الدولي خسائر فادحة إلى اليوم.

التسميات:

لجنة قانونية لمدينتي...من لأهالي طوسون؟

أمر الرئيس مبارك بتشكيل لجنة قانونية محايدة لحل قضية "مدينتي" من قِبل الحكومة؛ حرصا على مصلحة المستثمرين وحاجزي الوحدات السكنية في المشروع.

حدث هذا بعد تأزّم مشروع "مدينتي" من الناحية القانونية، بعد أن أيّدت المحكمة الإدارية العليا بمجلس الدولة حكم محكمة القضاء الإداري الذي أصدرته في شهر يونيو الماضي ببطلان العقد المبرم بين المجموعة العقارية ووزارة الإسكان، بشأن تخصيص 8 آلاف فدان لصالح المجموعة، تمثل الأرض المقام عليها مشروع "مدينتي"؛ حيث إن هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة لم تتّبع القواعد والأسس والإجراءت المنصوص عليها في قانون تنظيم المناقصات والمزايدات، الصادر بقانون رقم 89 لسنة 1998 في إبرامها عقد البيع الابتدائي مع الشركة التي يمتلكها هشام طلعت مصطفى، بل إن الهيئة تجاهلت القواعد، مما يجعل تصرّفها مشوبا بالبطلان.

وأوصت اللجنة القانونية باسترداد الأرض من مجموعة شركات طلعت مصطفى، وإعادة بيعها لها مرة أخرى، ووصفته بأنه الحل الوحيد للمشكلة، مع التركيز على حسن نية الشركة، وأنها اشترت الأرض بأعلى سعر بيعت به أرض في مزاد حسب تصريحات رئيس الوزراء.

هكذا كان الحل والتعامل مع قضية "مدينتي"؛ حفاظا على الاستثمار ومصالح البلد الاقتصادية حسب تصريحات المسئولين؛ لكن هناك حالة أخرى متعلّقة باستخدام غير قانوني لأراضي الدولة، ذلك المسلسل الذي لن ينتهي، وهي قضية أهالي "طوسون".

حالة مختلفة
بدأت مشكلة أهالي "طوسون" منذ حوالي سنتين تحديدا، عندما قامت محافظة الإسكندرية بحملتين يومي 05/12 و 05/19 /2008 لطردهم من أراضي منطقة "طوسون"، وهدم منازلهم، وتأجير شركة حراسة خاصة؛ لمنع الأهالي من العودة إلى بيوتهم.

وصرّح اللواء عادل لبيب -محافظ الإسكندرية- أن أراضي "طوسون" مملوكة للدولة، ورفض أي مساس بأملاك الدولة، وتعهّد باستمرار جهوده لاستعادتها من مغتصبيها، وتخصيص تلك الأراضي لإقامة العديد من المشروعات الخدمية لأهالي المنطقة، وإنشاء مدارس ووحدات صحية جديدة؛ لكن محكمة القضاء الإداري بالإسكندرية ألغت قرار المحافظ، وألزمت المحافظة بدفع المصروفات، لكن شيئا من هذا لم يحدث.

قام الأهالي بالعديد من الاعتصامات لكن المشكلة لم يتم حلها حتى الآن

اعتصام
قام الأهالي بالعديد من الاعتصامات والاحتجاجات خلال العامين الماضيين، منها اعتصامهم أمام ديوان محافظة الزراعة، مطالبين بتوفيق أوضاعهم وفق القانون -خاصة أن هذه المنطقة عاشوا فيها سنين طويلة، ويقولون إن الدولة أمدّتهم بالمرافق كالمياه والكهرباء- بدلا من طردهم منها؛ لإقامة مشروع مبارك لإسكان الشباب حسب خطة المحافظة، واستمر الاعتصام مائة يوم قبل أن تفضّه قوات الأمن، وتمزّق خيام المعتصمين، وتلقي القبض على بعضهم بتهمة قطع الطريق العام، غير أن الأهالي شعروا بأنهم حقّقوا بعض الانتصار حين بلغهم قرار وزير الزراعة بإعادة تملّكهم الأرض، وإن كانت هناك رغبة منهم لاستمرار الاعتصام لحين تنفيذه.

مماطلة
لكن المشكلة لم يتم حلها حتى الآن، وتظاهر الأهالي منذ بضعة أشهر أمام محكمة القضاء الإداري، مطالبين بسرعة البتّ في الطعن المقدّم ضد قرارات الإزالة التي أصدرها رئيس حي المنتزه وسط دهشتهم من نفي مدير مكتب وزير الزراعة للوعود التي صدرت سابقا، وقد قاموا الأسبوع الماضي بتنفيذ وقفة احتجاجية أمام مسيرة انتخابية للواء عبد السلام المحجوب -وزير الدولة للتنمية المحلية- مستنجدين به لحلّ مشكلتهم.

من لأهالي "طوسون"؟
رغم أن الحكومة أكدت على حسن نية المستثمرين في مشروع "مدينتي"، وأن أحكام البطلان كانت بسبب خطأ وقعت فيه هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، لكن أهالي "طوسون" لم يكونوا سيئي النية حين وضعوا يدهم على أرض ليسكنوا عليها، وهم يطالبون بتوفيق أوضاعهم، صحيح أن هدم منازل أهالي "طوسون" وحتى تشريدهم أو غرقهم في عبّارة أو حرقهم في قطار لن يهزّ مؤشرات البورصة، ولن يهدّد مصلحة مصر الاقتصادية، وجذب الاستثمار الخارجي، لكنهم في النهاية مواطنون، من حقهم أن يكون هناك تعامل سريع يحترم مأساتهم، ويراعي آدميتهم، بدلا من التعسف والمماطلة والاستقواء الذي يتم ممارسته عليهم، واتهامهم بأنهم لصوص.

ولا يحضرني سوى قول الأبنودي
إحنا شعبين شعبين شعبين..
شوف الأول فين!
والتاني فين!
وآدي الخط ما بين الاتنين..
بيفوت..

التسميات:

حماس و السلفية .. إلى أين؟

بدأت الجماعات السلفية في الظهور داخل فلسطين، منذ ما قبل الانتفاضة الأولى، أي نهاية الثمانينيات، وأخذ طلاب علم -ممن تلقّوا تعليمهم في الخليج- بنشر الدعوة التي يعتبرونها تمثّل الإسلام الصحيح؛ لكن هذه الدعوة ظلّت ضعيفة تقتصر على بعض الشبان الصغار في مساجد كان يُسمح لهم بالتجمّع فيها، وساعد على بقاء هؤلاء أنهم كانوا يغرقون في تفاصيل كانت ترى إسرائيل فيها تعزيزاً للانقسامات الفلسطينية، أو تستهدف نفس الشريحة المتديّنة التي تستهدفها حركة "حماس"؛ مما لم يسبب قلقاً لإسرائيل (دولة الاحتلال) أو حتى حركة "فتح" لدى عودة السلطة في عام 1994.

اقتصرت أنشطة الجماعات السلفية في البداية على الجهود الدعوية والعلمية التي تنتهجها تلك الجماعات التقليدية، والتي لا تكون جماعة بالمعنى المعروف أكثر منها حلقة علم أو درس حول داعية ما أو مؤسسة خيرية ودعوية؛ ولذلك لم تحفل بصدام كبير مع حركة "حماس" لبقاء الأخيرة خارج السلطة وخارج المشاركة في الانتخابات منذ تأسيس السلطة الوطنية؛ مما قطع الطريق على أية مزايدات من جانب السلفيين الذين يرفضون الديمقراطية، ويدعون للحُكم بما أنزل الله، بل ويقدّمه بعضهم على الجهاد ضد إسرائيل وتحرير الأرض المحتلة؛ غير أن عدم تبنّي موقف واضح وقاطع للحركة من الديمقراطية والانتخابات جعلها مأوى لأعضاء يتفقون معها في ذات القرار، لكن مِن منطلقات فكرية لا من منطلقات سياسية بحتة.

عندما وُجّهت المدافع الفلسطينية نحو فلسطين
فَتَحَ دخول "حماس" الانتخابات وتشكيلها للحكومة في عام 2006 الباب أمام حالة من المزايدة والاستقطاب شهدتها الحركات الإسلامية في قطاع غزة؛ فدخول الانتخابات والعملية الديمقراطية في حكم التحريم عند السلفيين عموماً بعكس المرونة التي تبديها جماعة "الإخوان المسلمين"، والتي تعتبر "حماس" جزءاً من تنظيمها العالمي، إلى جانب اقتراب "حركة غزة" -حركة تهدف إلى كسر الحصار المفروض على القطاع- من إيران الشيعية خاصة بعد الحرب الأخيرة على غزة مما جعلها محل انتقادات واسعة من السلفيين.

وحين تم الحسم العسكري في عام 2007، وانشق الكيان الفلسطيني المحرر جزئياً إلى القطاع تحت حكم "حماس"، والضفة الغربية تحت حكم "فتح"، بدأت مرحلة جديدة لعمل الحركات السلفية؛ حيث قام بعضها بحمل السلاح الذي لم يعد موجهاً فقط إلى قوات الاحتلال الصهيوني، وإنما إلى الداخل هذه المرة.

إمارة غزة الإسلامية
تم إعلان "الإمارة الإسلامية" من قِبل تنظيم "جند أنصار الله" بزعامة الشيخ "عبد اللطيف موسى" -الذي تثور حوله شبهات أنه مدعوم من حركة فتح- في أغسطس عام 2009، مما أدّى إلى مواجهات مسلحة، انتهت بمقتل "موسى" وعدد كبير من أنصاره، كانوا يتحصّنون بمسجد "ابن تيمية" جنوب قطاع غزة.

حدث هذا بعد اختطاف الصحفي البريطاني "آلان جونسون" من قِبل تنظيم سلفي آخر هو "جيش الإسلام"، الذي أسسه أفراد ينتمون لعائلة "دغمش" في قطاع غزة، غير أن حركة "حماس" تمكّنت من تسوية الأمر، والإفراج عن الصحفي بعد توسّط أحد مشايخ السلفية أفتى بالإفراج عنه.

كذلك شهدت غزة تفجيراً لعرس في شرق خان يونس، وعمليات أخرى استهدفت مقاهي الإنترنت من جماعة تُدعَى "جلجلت"، فبعد أن يرفض صاحب المكان الامتثال للتحذيرات التي تُوجّه له من الجماعة، تؤخذ فتوى شرعية تبيح عملية التفجير بشكل يضع في الاعتبار عدم المساس بالأرواح والمحيط المجاور للمكان! كذلك قام ملثمون بأعمال مماثلة كحرق معسكر صيفي للأطفال تابع للـ"أونروا" وحرق مبنى تابع للأمم المتحدة واتهامها بتشجيع الانحلال في قطاع غزة.

طرد الاحتلال يبدأ بإغلاق "كريزي ووتر"
أدّت مزايدات التيار السلفي على حركة "حماس"، واتهامها بالتهاون أمام الفجور والمنكرات، جنباً إلى جنب مع الخلفية الإسلامية للحركة، إلى إصدارها قراراتٍ خاصة كمنع النساء من تدخين الشيشة في الأماكن العامة، كما قرّرت في مارس الماضي منع الرجال من العمل في محال تصفيف الشعر الخاصة بالنساء في قطاع غزة، التي شهدت عدداً من العمليات التفجيرية، وأيضاً إغلاق منتجع "كريزي ووتر" السياحي مرتين؛ اعتراضاً على الحفلات المختلطة فيه. جدير بالذكر أن ملثمين اقتحموا المكان في فترة إغلاقه، وقاموا بتقييد حراس المنتجع، وإحراق جزء كبير منه، وإتلاف ممتلكاته، وما زالت التحقيقات جارية لمعرفة هؤلاء الملثمين الذين لا يستبعد أن يكونوا ضمن السلفية المقاتلة.

ولكنها كانت مزايدة ملغومة من جانب "حماس"؛ حيث يتم التركيز عليها إعلامياً لتشويه صورتها، وإظهارها بصورة المتشدّد "إسلامياً"، وسط حصار دولي خانق على القطاع، ومحاولة الحركة التأكيد على أنها الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني؛ لأنها جاءت بإرادته في انتخابات ديمقراطية نزيهة تفضح الغرب الذي يحاصرها ويكيل بمكيالين.

غزة الحرة مقدَّمة على غزة الإسلامية
إن وجود هذه المنظّمات السلفية المسلّحة التي تُوجّه سلاحها للداخل الفلسطيني في هذا الظرف الصعب، وتُجنّد شباباً متحمّسين من صغار السن للقيام بأعمال عنف، سيُؤكّد أية دعاية إسرائيلية بأن القطاع صار مأوى للتنظيمات الإرهابية المسحلّة المرتبطة بتنظيم القاعدة، مما يقوّي التحالف والحصار الدولي للقطاع ضد حركة "حماس"، التي لم تفرغ بعد من مواجهة اتهامات بالإرهاب، مما يضع الحركة في موقف حرج، ويدفعها لتبنّي المواجهات العسكرية ضد هذه التنظيمات، كما حدث مع "جيش الإسلام"، ومع "جند أنصار الله"، مما يضعف شعبية "حماس" ودعايتها لإنجازاتها أنها جلبت الأمن والطمأنينة للقطاع بعد الحسم العسكري في عام 2007، ويضعها في مواجهة مع هذه التنظيمات المسلحة والعائلات التي تدعمها؛ لكن التجاهل كذلك يجعلها تظهر بمظهر الضعيف أمام أنصارها، ويفقدها السيطرة على القطاع الذي سيتحوّل لجيوب متفرّقة لتلك التنظيمات.

وهنا يحضرني كلام مهم جداً للأستاذ فهمي هويدي حين تحدّث عن أولوية فلسطين المحررة عن فلسطين الإسلامية:
"بالتالي فإن الحديث عن فلسطين الإسلامية في بلد يرزح تحت الاحتلال يُعد استباقاً غير مبرر، فضلاً عن أنه قد يُثير خلافاً يشتت الجهد بما قد يصرف الناس عن هدف المرحلة المتمثّل في التحرير؛ حيث المطلب الملح هو حشد الجهود وليس بعثرتها".

التسميات: