الاثنين، 6 أبريل 2009

الإضراب...كمان مرة

أكتب هذه التدوينة و لا أتوقع نجاحا كالمرات التي سبقتها.
دعوت من قبل لقراءة التاريخ من شهرحين نشرت التدوينة السابقة عن الإضراب في أحد المنتديات لكن ما من مجيب .
الموقف الذي نحن فيه حدث قبلا في عهد الدولة العثمانية في مصر؛حين كان المماليك من يتحكمون في الأمور و الباشا العثماني لا حول له و لا قوة في قلعة الجبل.
المهم أنه اشتد ظلم محمد بك الألفي و طبعا كله على حساب الخلق و بفلوس الضرايب اللي زادت على الحد.
فذهب شيخ الأزهر إلى إبراهيم و مراد بك فلم يكترثا لللأمر.هنا يصل الموقف إلى أن شيخ الأزهر الذي كان يلعب دور المثقف و السياسي و الفقيه و الزعيم الشعبي الشيخ الشرقاوي (ربنا يسامحه بس ده مش موضوعنا) هيج الناس اللي مخنوقة أساساو قفلوا الجامع الأزهر قفلوا المتاجر (أي ما نسميه اليوم الإضراب العام) و تزاحموا أمام بيت إبراهيم بك.:
فجمع الشيخ الشرقاوي علماء الأزهر وتشاوروا في الامر مليا، فانتهوا إلي إنذار الامراء جهرة بالمقاومة، واتفقوا علي اغلاق ابواب الجامع ودعوة التجار، واعلان ما نسميه اليوم 'الاضراب العام'. ثم ركب الشيخ الشرقاوي والعلماء في اليوم التالي وتبعتهم الجماهير إلي منزل الشيخ السادات لإشراكه واشراك اتباعه معهم في مقاومة الامراء حتي يستجيبوا إلي مطالبهم،
وكان لإبراهيم بك كبير الامراء قصر بجوار بيت السادات فرأي هذه الجموع التي لا تكف عن التجمهر وهالته كثرتهم، فارسل يسأل عن سبب اجتماعها، فلما علم بالسبب لم يجسر علي الذهاب بنفسه إلي مكان الاجتماع واناب عنه الدفتردار ايوب بك للاستماع لأقوال العلماء والسعي في تحقيق مطالبهم ، فعلم منهم انهم يريدون كف المظالم وصيانة الاموال والارواح ورفع الضرائب والمكوس، إلا ما يرتضيه الرعية. فخاطبهم ايوب بك في تخفيف بعض المطالب والاكتفاء بتعجيل بعضها مما يستطاع انجازه لوقته، وقال: ان رفع المكوس والضرائب دفعة واحدة متعذر، وانه قد ترفع شيئا فشيئا، وإلا 'ضاقت علينا المعايش والارزاق'
فصارحه العلماء قائلين: ان الامراء ينفقون الاموال فيما لا حاجة به فلا خير فيه. وما الحاجة إلي انفاق المال في البذخ و الترف والاستكثار من الجواري والمماليك؟
ان الاميريعطي ولا يأخذ ما في ايدي الناس وان الانفاق علي اللذات وضروب الزينة الخاوية اسراف وسفه.
خلع الطاعة:
في ذالك المجلس لم يستمع العلماء جوابا شافيا، فباتوا ليلتهم في حرم المسجد علي ان يخرجوا في الصباح إلي الميادين والساحات العامة معلنين الامراء بخلع الطاعة والاستجابة إلي احكام الشريعة فبادر ابراهيم بك إلي طلب المعذرة منهم، واحال التبعة في رفض مطالبهم إلي إصرار المخالفين له من امراء المماليك وعلي رأسهم شريكه في الحكم مراد بك وابلغهم انه يؤيدهم ويحارب في صفوفهم اذا اصر المخالفون علي الرفض والمراوغة،
وكاشف مراد بك في الامر مستحثا له عمل شيء عاجل لتهدئة المدينة قبل انفجار الشعب كله بالعصيان.وكان الباشا الاكبر الوالي العثماني يرقب الحالة لينظر ما يصنعه امراء المماليك لتدارك الخطر قبل استفحاله، فلما كان اليوم الثالث ولم يصنعوا شيئا:
قصد الباشا إلي قصر ابراهيم بك وجمع هناك كبار الجند واصحاب الكلمة النافذة في عساكر المماليك وارسلوا إلي العلماء والرؤساء يدعونهم للمشاورة ويعدونهم بإبرام الامر علي ما يحبونه وحضر من رؤسائهم كل من الشيخ الشرقاوي، والشيخ الامير، والشيخ السادات، والسيد عمر مكرم، والشيخ البكري، وهم نواب الامة المختارون لهذه الملمات وانفض الاجتماع بعد طول الاخذ والرد بقبول ما طلبه العلماء وكتابة موثق بذلك علي الامراء ان يتبعوه ولا يخالفوه، ووقعوا جميعا علي 'الحجة الشرعية' التي تسجل هذا الموقف وخلاصتها : ان يدين الامراء بقضاء المحاكم في قضايا الحقوق، وان تفرض الضرائب بموافقة الرعية علي حسب الاحكام الشرعية، وان يمتنع حرمان الحاكم علي المحكومين بغير جريرة، وسميت هذه الوثيقة 'بالحجة الشرعية' علي عادة قضاة الشريعة في تسمية هذه العقود.
ثم نختتم بقول راوينا الجبرتي في رائعته عجائب الآثار:"وفرح الناس وظنوا صحته وفتحت الأسواق وسكن الحال على ذلك نحو شهر ثم عاد كل ما كان مما ذكر وزيادة ونزل عقيب ذلك مراد بك الى دمياط وضرب عليها الضرائب العظيمة وغير ذلك‏.‏ "
و الله على ما أقول شهيد.
كتبته في مايو عام 2008 و لا أتوقع تغيرا كبيرا في مايو 2009

التسميات:

عن الاضراب نتحدث

السلام عليكم و رحمة الله:
لم أشأ أن أضيف ردي هذا قبل يوم ستة إبريل حتى يفعل كل واحد ما يريده و حتى لا يقال أن العبد لله يكسر مجاديف أحد.
رأيي يمكن الحديث عنه في عدة نقاط:
1-أولا ماهي أهدف الإضراب:الغلاء...لن يتأثر بإضراب يوم
الفساد ... لما الموظف إما يقبل رشوة يتنشر عنه ف الجرايد مش العكس نبقى نتكلم عن الفساد.تقضية واجب..زي كل حاجة معظم الناس بتعملها لا تعليق سوى تغيير النظام..طيب لو الحكومة صحيت الصبح و قالت مش طالباها معانا حكم و إحنا زهقنا مين هايحكم مصر؟جاوبوا ع السؤال ده الحكاية مش إننا نغير الحكاية إيه اللي بعد كده.
2-نقلع و لو للحظة عن لعب دور الشهداء.الحكومة هي تجسيد لحسنات و سيئات مجتمعمجتمع لا يلتزم بالوقت و لا يحترم كلمته فأعطانا الله حكومة لا تبيعنا سوى الكلام.مجتمع لا ينتج فأعطانا حكومة لا تعمل, مجتمع ضعيف عن اتخاذ أي موقف و يحكم من منازلهم فأعطانا حكومة لا تستطيع أن تأخذ أي موقف مناصر للقضايا العربية مثل تركيا حتى بأت أشك أنهم عرب, مجتمع يمارس كثير منه التسلط كمدرس و مدير أو ضابط كثير سؤمن أن المرؤوس المثالي لم يخلق بعد و إذا وجد فيجب أن يسحق
تربينا بطريقة الإجابة النموذجية و دليل التقويم تربينا على السخرية من العلم و الإبداع عايزين الحكومة يبقى شكلها إيه؟
3
-التربية لا التهييج:المشكلة في التهييج إنها بتعتمد على ظرف و على شحنة غضب تخاص و تقعد وقت طويل عشان تشحن حتى لو الظرف مازال مستمرا.المشكلة إننا مش متربيين اجتماعيا و سياسيا صح.لا أتحدث ن أفراد بل عن مجتمع.ممكن تهيجج الناس إنهم ماينزلوش من بيوتهم أو يزعقوا ف الشارع لكن ساعة الجد اللي يعني حياة أو موتسترى وجها مختلفا بدا بعضه اليوم عند كثير ممن أزمعوا التظاهر.
4-الإضراب في حجمه:الحقيقة أن نصف المضربين على أقل تقدير لم ينزلوا خوفا مما يمكن أن يلاقوه و القلق للي ف البلد.وضح ذا في تزايد طلب الأجازات أمس بشكل ملفت في الهيئات و المصالح الحكومية.كذلك لن يسفر الأمر سوى عن اعتقالات جديدة و هدوء الشحنة التي سسنتظر كثيرا حتى تعود.
5-دعوة لقراءة التاريخ:شباب يجب أن نؤمن أننا كيفما نكون نول علينا ابدء بتغيير نفسك أولا ثم بمن حولك.ضع لنفسك شيئا تقدر عليه بدلا من الاقتصار على الحديث و الصراخ الذي يسلمك لحالة من اليأس و الاحباط تجعلك طفلا تلقي بالتبعة على كل شئ و أي شئ حتى الوطن.أعداؤنا نجحوا بطول نفسهم فلم لا نكون مثلهم.خذ نفسا عميقا و ضع لنفسك خطة للإصلاح بالتدريج و إذا لم تنجح فلم تخسر شيئا لإن كل شئ عندئذ محصل بعضه.
تذكروا أن المصريين في يوم من لأيام باعوا جلاليبهم عشان يشتروا نبابيت يقفوا بيها قدام بنادق خورشيد باشا والي مصر و بعد ما اتسحلوا ف الشوارع جه محمد علي و سرق الثورة منه.قيس على كده حاجات كتير أخف منها مظاهرات يناير أيام السادات أدت لإيه؟العمل و الإصلاح مش تأدية واجب.اعلموا أن الشعب الملهم لا يمكن أن يسرق ثورته أي قائد مهما ادعى إنه قائد ملهم ألهمنا الله لما فيه الصواب.
ملحوظة بسيطة:من أهم مميزات مصرنا الحبيبة أن لاشئ يتغير لذا أنوه أن هذه لمقال طبعا كما لاحظتم عن السادس من إبريل العام الماضي وجدت أن الوقت الآن مناسب لنشرها.

التسميات: